قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمائة عام

2021-11-23 14:40:52 | Source:معهد تاريخ ومؤلفات الحزب التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني

قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمائة عام

(أُجيز في يوم 11 نوفمبر 2021 في الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية التاسعة عشرة

للحزب الشيوعي الصيني)

 

مقدمة

ظل الحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيسه عام 1921 يعتبر السعي من أجل سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية غاية أصلية ورسالة له، ويتمسك دائما بالمثُل العليا الشيوعية والإيمان بالاشتراكية، ويتحد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد ويقودهم لخوض الكفاح الدؤوب من أجل الاستقلال الوطني والتحرر الشعبي وتحقيق رخاء الدولة وسعادة الشعب، حيث مرّ بمسيرة مشرقة دامت مائة عام.

وخلال المائة عام المنصرمة، كان الحزب قد قاد الشعب في خوض النضال البطولي بعزيمة لا تلين، مما خلق منجزات عظيمة للثورة الديمقراطية الجديدة؛ وقاد الشعب في الاعتماد على النفس وخوض النضال الشاق لتقوية البلاد، فسجل منجزات عظيمة في الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي؛ وقاد الشعب في تحرير العقول والمضي قُدُما بحزم وعزم، فحقق منجزات عظيمة في الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي؛ وقاد الشعب في تعزيز الثقة بالذات وتقوية الذات والابتكار مع مراعاة التقليد الصائب، فحقق منجزات عظيمة في الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. وبكفاحهما المستمر لمائة عام، سطر الحزب والشعب أروع ملحمة في تاريخ الأمة الصينية الممتد لآلاف السنين.

ويمثل تلخيص المنجزات المهمة والتجارب التاريخية في كفاح الحزب الممتد لمائة عام مقتضيات لاستهلال مسيرة جديدة من بناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل في ظل الظروف التاريخية لمضي مائة عام على تأسيس الحزب، وللتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد؛ ومطالب لتقوية الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق، ولترسيخ الثقة الذاتية بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ونظريتها ونظامها وثقافتها، ولضمان الحفاظ بحزم على مكانة الرفيق شي جين بينغ بوصفه نواةً للجنة الحزب المركزية وكل الحزب، وحماية سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها الممركزة والموحدة بحزم، وكفالة تقدم كل الحزب إلى الأمام بخطوات مُنسَّقة؛ وما يتطلبه دفع ثورة الحزب الذاتية، وزيادة الكفاءة النضالية لكل الحزب وقدرته على مواجهة المخاطر والتحديات، والحفاظ دائما على حيوية ونشاط الحزب، والاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقيادتهم لمواصلة الكفاح في سبيل تحقيق حلم الصين بالنهضة العظيمة للأمة الصينية. ويتعين على كل أعضاء الحزب التمسك بوجهة النظرة المادية التاريخية ووجهة النظر الصحيحة إلى تاريخ الحزب، لكي يدركوا بوضوح من كفاح الحزب الممتد لمائة عام لماذا نجحنا في الماضي ويعرفوا جيدا كيف نستطيع مواصلة النجاح في المستقبل، وبالتالي يمكنهم بلوغ الغاية الأصلية وأداء الرسالة على نحو أكثر ثباتا ووعيا والتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد بصورة أفضل.

وقد لخص كل من «قرار حول بعض المسائل في تاريخ الحزب» الذي أجازته الدورة الكاملة السابعة للجنة المركزية السادسة للحزب الشيوعي الصيني عام 1945 و«قرار حول بعض المسائل في تاريخ الحزب منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية» الذي أجازته الدورة الكاملة السادسة للجنة الحزب المركزية الحادية عشرة عام 1981، قد لخصا انطلاقا من البحث عن الحقيقة من الواقع، الأحداثَ التاريخية والخبرات والدروس المهمة للحزب، مما وحد الأفكار والأفعال لكل الحزب في لحظات تاريخية خطيرة، وأدى دورا رياديا مُهِما في دفع قضايا الحزب والدولة، ولا تزال تحليلاتهما واستنتاجاتهما الأساسية صالحة حتى اليوم.

 

أولا، تحقيق نصر عظيم في الثورة الديمقراطية الجديدة

كانت المهمة الرئيسية التي واجهها الحزب خلال فترة الثورة الديمقراطية الجديدة هي النضال ضد الإمبريالية والإقطاعية والرأسمالية البيروقراطية لنيل الاستقلال الوطني والتحرر الشعبي، وذلك لخلق ظروف مجتمعية أساسية من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

والأمة الصينية أمة عريقة وعظيمة في العالم، خلقت حضارة باهرة تمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، وقدمت إسهامات خالدة في تقدم حضارة البشرية. ولكن الصين تحولت تدريجيا إلى مجتمع شبه مُستعَمر وشبه إقطاعي منذ حرب الأفيون عام 1840 بسبب عدوان القوى الغربية وفساد الحكم الإقطاعي، حيث كانت بلادنا تتعرض للإهانة وشعبها للشقاء وحضارتها للإساءة، وعانت الأمة الصينية من محن غير مسبوقة. ومن أجل إنقاذ الأمة من الخطر، هب الشعب الصيني للمقاومة، وكان أصحاب المثُل السامية يسعون وينادون لذلك، فخاضوا نضالات بطولية جليلة، فاندلعت على التوالي حركة مملكة تايبينغ السماوية، وحركة التغريب، وحركة 1898 الإصلاحية، وحركة يي خه توان، وطُرِحَت خطط شتى لإنقاذ الوطن واحدة تلو أخرى، لكن ذلك كله قد انتهى إلى فشل. وقد نجحت ثورة 1911 بقيادة السيد صون يات صن في الإطاحة بنظام الملكية الاستبدادية الذي حكم الصين لآلاف السنين، إلا أنها لم تغير طبيعة الصين الاجتماعية شبه المُستعَمرة وشبه الإقطاعية ولم تغير مصير البؤس والشقاء للشعب الصيني. وكانت الصين في حاجة ملحة إلى أفكار جديدة لقيادة حركة الخلاص الوطني، وإلى منظمة جديدة لحشد القوى الثورية.

واندلعت ثورة أكتوبر الروسية، فحمل صدى دويّ مدافعها الماركسية اللينينية إلى الصين، ودفعت حركة الرابع من مايو انتشار الماركسية فيها. وأصبح من الحتمي ظهور الحزب الشيوعي الصيني في يوليو عام 1921، نتيجة للصحوة العظيمة للشعب الصيني والأمة الصينية والدمج الوثيق بين الماركسية اللينينية والحركات العمالية الصينية. وكان ميلاد الحزب الشيوعي في الصين حدثا تاريخيا من شأنه أن يفتح عهدا جديدا، وبذلك ظهرت الثورة الصينية في صورة جديدة كل الجدة.

وقد أدرك الحزب بعمق أن التناقضات الرئيسية في المجتمع الصيني خلال العصر الحديث هي التناقض بين الإمبريالية والأمة الصينية، والتناقض بين الإقطاعية وجموع جماهير الشعب. ومن أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية فلا بد من خوض النضال ضد الإمبريالية والإقطاعية.

وفي الأيام الأولى بعد تأسيس الحزب وخلال مرحلة الثورة الكبرى، وضع الحزب برنامجا للثورة الديمقراطية، وكان يستنهض حركات العمال والشبيبة والفلاحين والنساء، ويدفع ويساعد على إعادة تنظيم حزب الكومينتانغ وإنشاء الجيش الثوري الوطني ويقود النضال العظيم ضد الإمبريالية والإقطاعية في أنحاء البلاد، مما أثار مدا عاليا من الثورة الكبرى. إلا أن الطغمة الرجعية داخل الكومينتانغ خانت الثورة عام 1927، وبدأت تقتل الشيوعيين وأبناء الشعب الثوريين بقسوة، ولأن الأفكار اليمينية داخل الحزب التي يمثلها تشن دو شيو تطورت إلى خطأ الانتهازية اليمينية واحتلت مراكز السيطرة في أجهزة الحزب القيادية، وعجز الحزب والشعب عن تنظيم مقاومة فعالة، مما ألحق بالثورة الكبرى هزيمة فادحة إثر الهجوم المباغت الذي شنه العدو القوي.

وفي مرحلة حرب الثورة الزراعية، أدرك الحزب من خلال الواقع القاسي أنه بدون القوة المسلحة الثورية لا يمكن قهر الثورة المضادة المسلحة ولا يمكن انتصار الثورة الصينية، ولا يمكن تغيير مصير الشعب الصيني والأمة الصينية، لذا لا بد من مقاومة الثورة المضادة المسلحة بثورة مسلحة. فأطلقت انتفاضة نانتشانغ أول طلقة لمقاومة رجعيي الكومينتانغ بالقوة المسلحة، ورمزت إلى بداية استقلال الحزب الشيوعي الصيني بنفسه لقيادة الحرب الثورية وإنشاء الجيش الشعبي وانتزاع السلطة بواسطة القوة المسلحة. ثم حُددت سياسة تنفيذ الثورة الزراعية والانتفاضة المسلحة في اجتماع 7 أغسطس. وقاد الحزب أبناء الشعب في شن انتفاضة حصاد الخريف وانتفاضة قوانغتشو وانتفاضات في مناطق أخرى كثيرة، إلا أن معظم هذه الانتفاضات منيت بالفشل بسبب التفاوت العظيم في القوة بين العدو وبيننا. وأثبتت الحقائق أن الشيوعيين الصينيين لا يمكنهم الانتصار في الثورة على نطاق البلاد بواسطة الاستيلاء على المدن الرئيسية أولا كما حدث في ثورة أكتوبر الروسية، في ظل الظروف الموضوعية آنذاك. وكان الحزب في حاجة ملحة إلى اكتشاف طريق ثوري يتفق مع ظروف الصين.

وكان التحول من الهجوم على المدن الكبيرة إلى الزحف نحو المناطق الريفية نقطة انطلاق جديدة ذات أهمية حاسمة للثورة الصينية. فقاد الرفيق ماو تسي تونغ الجيش والشعب في إقامة أول قاعدة ثورية ريفية في جبال جينغقانغ، وقاد الحزب أبناء الشعب في توجيه الضربات للعتاة المحليين وتوزيع الأراضي. وحُددت في اجتماع قو تيان مبادئ بناء الحزب فكريا وبناء الجيش سياسيا. ومع تطور النضال، أقام الحزب القاعدة الثورية المركزية وقواعد أخرى في منطقة حدود هونان - غربي هوبي، ومنطقة هايفنغ ولوفنغ، ومنطقة حدود هوبي - خنان - آنهوي، ومنطقة تشيونغيا، ومنطقة حدود فوجيان - تشجيانغ - جيانغشي، ومنطقة حدود هونان - هوبي - جيانغشي، ومنطقة حدود هونان - جيانغشي، ومنطقة تسوه جيانغ - يو جيانغ، ومنطقة حدود سيتشوان - شنشي، ومنطقة حدود شنشي - قانسو، ومنطقة حدود هونان - هوبي - سيتشوان - قويتشو. وطوَّر الحزب أيضا المنظمات الحزبية ومنظمات ثورية أخرى والنضالات الثورية الجماهيرية في المناطق البيضاء التي يسيطر عليها الكومينتانغ، إلا أنه بسبب القيادة الخاطئة في الحزب الناجمة عن الجمود العقائدي "اليساري" الذي يمثله وانغ مينغ، فشلت مقاومة حملة "التطويق والإبادة" الخامسة في منطقة القاعدة الثورية المركزية، فاضطر الجيش الأحمر إلى الانتقال الإستراتيجي إلى شمالي شنشي بعد تجاوز مصاعب ومشقات لا تحصى في المسيرة الكبرى. وقد سبب خطأ الخط "اليساري" خسائر هائلة للقوى الثورية في مناطق القواعد الثورية وفي المناطق البيضاء.

وفي يناير عام 1935، عقد المكتب السياسي للجنة الحزب المركزية اجتماعا في مدينة تسونيي أثناء المسيرة الكبرى، حدد من حيث الواقع المكانة القيادية للرفيق ماو تسي تونغ في لجنة الحزب المركزية وفي الجيش الأحمر، حيث بدأت تتحدد المكانة القيادية للخط الماركسي الصحيح الذي يمثله الرفيق ماو تسي تونغ بصورة رئيسية في لجنة الحزب المركزية، وبدأ يتكون الجيل الأول من القيادة الجماعية للجنة الحزب المركزية ونواتها الرفيق ماو تسي تونغ، مما استهل مرحلةً جديدة يستقل فيها الحزب بمبادرته في حل المشاكل الواقعية في الثورة الصينية، وأنقذ الحزب والجيش الأحمر والثورة الصينية في أشد اللحظات خطرا، ومكَّن الحزب فيما بعد من الانتصار على انقسامية تشانغ قوه تاو وإنجاز المسيرة الكبرى بصورة ظافرة، وشكل وضعا جديدا للثورة الصينية. وكان ذلك نقطة انعطاف تقرر الحياة أو الموت في تاريخ الحزب.

وفي مرحلة حرب مقاومة العدوان الياباني، كان التناقض القومي بين الصين واليابان يشتد ويتجاوز تدريجيا التناقضات الطبقية داخل البلاد ليكون التناقض الرئيسي بعد حادثة 18 سبتمبر. وفي اللحظات الخطيرة التي كانت فيها الإمبريالية اليابانية تكثف عدوانها على الصين وبلغت أزمة الأمة ما لم يسبق له مثيل، كان الحزب أول جهة رفعت عاليا راية مقاومة العدوان الياباني بالقوة المسلحة، ونظم حركات مقاومة العدوان الياباني وإنقاذ الوطن على نطاق واسع، ونجح في دفع التسوية السلمية لحادثة شيآن، فأدى دورا تاريخيا عظيما في دفع التعاون بين الكومينتانغ والحزب الشيوعي مرة أخرى وفي تعزيز الوحدة لمقاومة العدوان الياباني. وبعد حادثة 7 يوليو، كان الحزب يطبق سياسة صحيحة خاصة بالجبهة الوطنية المتحدة ضد العدوان الياباني، ويتمسك بخط المقاومة الشاملة، وقد طرح وطبق السياسة الإستراتيجية العامة للحرب الطويلة الأمد ومجموعة كاملة من الإستراتيجيات والتكتيكات عن الحرب الشعبية، وكان يعمل على فتح ميادين قتال واسعة وراء خطوط العدو وإقامة قواعد مناهضة لليابان، ويقود الجيش الثامن والجيش الرابع الجديد والجيش المتحد ضد اليابان في الشمال الشرقي وغيرها من القوات المسلحة المناهضة لليابان في خوض القتال ببسالة، فصار الركيزة الأساسية لكل الأمة في حرب المقاومة، حتى تحقق النصر النهائي للشعب الصيني في حرب مقاومة العدوان الياباني. وكان هذا أول نضال أحرز فيه الشعب الصيني النصر الكامل لمقاومة العدوان الخارجي وكسب التحرر الوطني منذ العصر الحديث، وكان أيضا جزءا مُهِما من انتصار الحرب المناهضة للفاشية في العالم.

وفي مرحلة حرب التحرير، ولمواجهة الحرب الأهلية الشاملة التي شنها رجعيو الكومينتانغ بصورة سافرة، قاد الحزب الجموع الغفيرة من أفراد الجيش وأبناء الشعب في الانتقال تدريجيا من الدفاع الإيجابي إلى الهجوم الإستراتيجي، ثم في انتصار الحملات الكبرى الثلاث حملات لياوشي - شنيانغ وهواي - هاي وبيبينغ - تيانجين وحملة اجتياز نهر اليانغتسي، ثم في الزحف الظافر نحو الجنوب الأوسط والشمال الغربي والجنوب الغربي، حتى تم القضاء على قوات رجعيي الكومينتانغ البالغ تعدادها ثمانية ملايين، والإطاحة بحكومة الكومينتانغ الرجعية والإطاحة بالجبال الكبيرة الثلاثة وهي الإمبريالية والإقطاعية والرأسمالية البيروقراطية. وخاض الجيش الشعبي الذي يقوده الحزب نضالا بطوليا ضد العدو الشرس ببسالة وإقدام تحت تأييد الشعب، فسجل مآثر تاريخية في انتصار الثورة الديمقراطية الجديدة.

وفي النضال الثوري، كان الشيوعيون الصينيون بزعامة الرفيق ماو تسي تونغ بوصفه ممثلا رئيسيا لهم، عن طريق دمج المبادئ الأساسية للماركسية اللينينية مع الواقع الملموس الصيني، قد لخصوا نظريا سلسلة الخبرات المبتكَرة المتراكمة بعد استكشافات شاقة وبذل تضحيات جسام، وشقوا طريقا ثوريا صحيحا يتمثل في محاصرة المدن من الريف والاستيلاء على السلطة بالقوة المسلحة، وبلوروا أفكار ماو تسي تونغ، مشيرين بذلك إلى الاتجاه الصحيح لتحقيق انتصار الثورة الديمقراطية الجديدة.

وفي النضال الثوري، ظل الحزب يعزز روح تأسيس الحزب العظيمة المتمثلة في التمسك بالحقيقة والالتزام بالمثُل العليا وتذكر الغاية الأصلية وأداء الرسالة وخوض النضال الباسل دون الخوف من التضحية والإخلاص للحزب وعدم تخييب أمل الشعب، وينفذ ويدفع المشروع العظيم لبناء الحزب، فدعا إلى مبدأ التركيز على بناء الحزب أيديولوجيا، ويتمسك بنظام المركزية الديمقراطية، وبالأساليب الممتازة الثلاثة للعمل - دمج النظرية في الممارسات الواقعية، والارتباط الوثيق بالجماهير، والنقد والنقد الذاتي، فأصبحت لديه الأسلحة السحرية الثلاثة - الجبهة المتحدة، والنضال المسلح، وبناء الحزب، وظل يعمل على بناء حزب ماركسي راسخ تمام الرسوخ أيديولوجيا وسياسيا وتنظيميا وذي طابع جماهيري واسع ومتفرع على نطاق الوطن. وبدأ الحزب حملة التقويم على نطاق الحزب من عام 1942، وأسفرت حملة التثقيف الأيديولوجي الماركسي هذه عن نتائج عظيمة. ووضع الحزب «قرار عن بعض المسائل في تاريخ الحزب» فجعل كل الحزب يتوصل إلى إجماع حول المسائل الأساسية للثورة الصينية. ووضع الحزب في مؤتمره الوطني السابع الخط الصحيح والمبادئ والسياسات الصحيحة لتأسيس صين جديدة بديمقراطية جديدة فجعل كل الحزب يتوصل إلى وحدة وتضامن لا مثيل لهما أيديولوجيا وسياسيا وتنظيميا.

وقاد الحزب أبناء الشعب في خوض نضالات مريرة دامت 28 عاما في ظل تعاون نشِط من قبل مختلف الأحزاب الديمقراطية والشخصيات اللاحزبية، وأعلن تأسيس جمهورية الصين الشعبية في أول أكتوبر عام 1949، وبذلك حُقق استقلال الوطن وتحرر الشعب، الأمر الذي وضع حدا نهائيا لتاريخ المجتمع شبه المستعَمر وشبه الإقطاعي في الصين القديمة والتاريخ الذي كانت فيه الأقلية الضئيلة من المستغلِّين تحكم الجموع الغفيرة من أبناء الشعب الكادح، ووضعية الصين القديمة المتمثلة في "كومة من الرمال"، وألغى بشكل تام المعاهدات غير المتكافئة التي فرضتها القوى الكبرى على الصين وكافة الامتيازات الإمبريالية في الصين، وحقق قفزة عظيمة للصين من سياسة الاستبداد الإقطاعي التي دامت آلاف السنين إلى الديمقراطية الشعبية، وغيَّر النمط السياسي العالمي إلى أقصى حد، وشجع الأمم والشعوب المضطهدة بأنحاء العالم في نضالها لتحقيق التحرر الوطني.

وكانت الممارسات العملية خير دليل على أن التاريخ والشعب اختارا الحزب الشيوعي الصيني، ولولا قيادة الحزب الشيوعي الصيني، لما أمكن تحقيق استقلال الوطن وتحرر الشعب. وبذلك أعلن الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بمهابة أمام العالم بنضالهما الباسل والصلد أن الشعب الصيني قد نهض من سُباته منذ ذلك الحين، وأن العهد الذي كانت فيه الأمة الصينية تحت رحمة الآخرين وعُرضة لشتى ضروب الإهانة والإذلال قد مضى بلا رجعة، وأن عهدا جديدا من التنمية الصينية قد اُستهل منذ ذلك الوقت.

 

ثانيا، إنجاز الثورة الاشتراكية ودفع البناء الاشتراكي

كانت المهمة الرئيسية التي واجهها الحزب خلال فترة الثورة الاشتراكية والبناء الاشتراكي هي تحقيق التحوُّل من الديمقراطية الجديدة إلى الاشتراكية والقيام بالثورة الاشتراكية ودفع البناء الاشتراكي وذلك لتوفير الشرط السياسي المسبق الأساسي وإرساء الأرضية النظامية من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

وبعد قيام الصين الجديدة، قاد الحزب أبناء الشعب ونجح في اجتياز سلسلة من التحديات الخطيرة في السياسة والاقتصاد والشؤون العسكرية وغيرها من المجالات، وفي تصفية فلول القوات المسلحة لرجعيي الكومينتانغ وقُطَّاع الطرق، وفي تحرير منطقة التبت سلميا، وتحقيق التوحيد الكامل للبر الرئيسي الصيني؛ ونجح أيضا في ضمان استقرار الأسعار، والتخطيط الموحد للأعمال الاقتصادية والمالية، وإنجاز الإصلاح الزراعي، وإدخال الإصلاحات الديمقراطية في مختلف المجالات الاجتماعية، وتطبيق المساواة بين الرجل والمرأة، وقمع المعادين للثورة، وإطلاق حملة المكافحات الثلاث وحملة مكافحة المفاسد الخمس، وكسح القاذورات التي خلفها المجتمع القديم، فبدت ملامح المجتمع في صورة جديدة كل الجدة. ثم اجتاز جيش المتطوعين من الشعب الصيني نهر يالو ببسالة واعتزاز لمشاركة الشعب الكوري والجيش الكوري في القتال، وانتصر على العدو المسلح حتى الأسنان انتصارا أظهر قوة الدولة وبأس الجيش وجسد معنويات الشعب الصيني، فأحرز نصرا عظيما في حرب مقاومة العدوان الأمريكى ومساعدة كوريا، مما صان أمن الصين الجديدة، وأبرز مكانتها كدولة كبيرة، وبذلك ثبتت أقدامها في الظروف المحلية والدولية المتشابكة والمعقدة.

وقاد الحزب أبناء الشعب في إقامة وتوطيد سلطة دولة الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية التي تقودها الطبقة العاملة وتقوم على أساس التحالف بين العمال والفلاحين، مما وفر الظروف الملائمة للتنمية السريعة في الصين. وفي عام 1949، وضعت الدورة العامة الأولى للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني «المنهاج المشترك للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني». وفي عام 1953، طرح الحزب رسميا الخط العام للمرحلة الانتقالية، وهو العمل في فترة طويلة نسبيا على تحقيق التصنيع الاشتراكي في البلد تدريجيا، وتحقيق الانتقال إلى النمط الاشتراكي في مجالات الزراعة والحرف اليدوية والصناعة والتجارة الرأسمالية تدريجيا. وفي عام 1954، انعقدت الدورة الأولى للمجلس الوطني الأول لنواب الشعب، وأجازت «دستور جمهورية الصين الشعبية». وفي عام 1956، أُنجز من حيث الأساس الانتقال من الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج إلى النمط الاشتراكي، وحُققت من حيث الأساس الملكية العامة لوسائل الإنتاج وتوزيع الدخل حسب العمل وفق مبدأ "لكل حسب عمله"، وأُنشئ النظام الاقتصادي الاشتراكي. وقاد الحزب أبناء الشعب في تأسيس نظام مجلس نواب الشعب، ونظام التعاون بين الأحزاب المتعددة والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني ونظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات العرقية، مما وفر الضمان النظامي لـ"كون الشعب سيد الدولة". وقاد الحزب أبناء الشعب في تحقيق وتوطيد الوحدة الكبرى بين أبناء مختلف القوميات في أنحاء البلاد، وتكوين وتطوير العلاقات الاشتراكية بين القوميات القائمة على المساواة والتآزر، وتحقيق وتوطيد الوحدة الكبرى بين العمال والفلاحين والمثقفين وأبناء الفئات الأخرى، وتعزيز وتوسيع الجبهة المتحدة الواسعة. وقد أرسى إنشاء النظام الاشتراكي أساسا مُهِما لكل تقدم وتطور في بلادنا.

وأشار المؤتمر الوطني الثامن للحزب، وفقا للوضع بعد الإنجاز الأساسي للانتقال إلى النمط الاشتراكي، إلى أن التناقض الرئيسي داخل البلاد لم يعد التناقض بين الطبقة العاملة والبرجوازية، بل هو التناقض بين حاجة الشعب إلى التنمية السريعة في الاقتصاد والثقافة وحالة عدم تلبية الاقتصاد والثقافة لحاجة الشعب، وأن المهمة الرئيسية لأبناء الشعب في أنحاء البلاد هي تركيز الجهود على تنمية القوى المنتِجة الاجتماعية وتحقيق التصنيع في بلادنا، وذلك للوفاء تدريجيا بحاجات الشعب المادية والثقافية المتزايدة. واقترح الحزب بذل كافة الجهود لبناء بلادنا حتى تصبح تدريجيا دولة اشتراكية قوية تمتلك الزراعة الحديثة والصناعة الحديثة والدفاع الوطني الحديث والعلوم والتكنولوجيا الحديثة، فقاد الشعب لبدء البناء الاشتراكي بصورة شاملة وعلى نطاق واسع. وبعد إنجاز عدة خطط خمسية، بُني نظامٌ صناعي مستقل ومتكامل نسبيا ونظامٌ اقتصادي وطني في بلادنا، وشهدت ظروف الإنتاج الزراعي تغيرا ملحوظا، وشهدت قضايا التربية والتعليم والعلوم والثقافة والصحة والرياضة تطورا ملموسا، وشهدت العلوم والتكنولوجيا المتقدمة في مجال الدفاع الوطني اختراقات متواصلة بما فيها "اختبار أول قنبلتين ذرية وهيدروجينية وإطلاق أول قمر صناعي"، فتطورت صناعة الدفاع الوطني تدريجيا من العدم إلى الوجود. وشهدت قوة جيش التحرير الشعبي ازديادا وارتقاء، فتطور الجيش من سلاح بري أحادي إلى جيش مركب يضم أيضا السلاح البحري والسلاح الجوي والأسلحة التقنية الأخرى مما وفر سندا قويا لتوطيد السلطة الشعبية الجديدة، وترسيخ مكانة الصين كدولة كبيرة، وصيانة كرامة الأمة الصينية.

وظل الحزب ينتهج سياسة خارجية سلمية ومستقلة، ويدعو إلى المبادئ الخمسة للتعايش السلمي ويتمسك بها، ويحمي بثبات استقلال الصين وسيادتها وكرامتها، ويؤيد ويساعد قضايا التحرر للشعوب المضطهَدة في العالم وقضية البناء للبلدان المستقلة حديثا والنضالات العادلة لشعوب العالم، ويناهض الإمبريالية ونزعة الهيمنة والاستعمار والعنصرية، مما وضع حدا نهائيا لديبلوماسية الذل والإهانة التي عانت منها الصين القديمة. ثم عدل الحزب بعد دراسة الوضع وتقييم التطورات إستراتيجياته الخارجية، وعمل على دفع استعادة كافة الحقوق المشروعة للصين في الأمم المتحدة، مما استهل وضعا جديدا في الشؤون الخارجية وشكل نمط التمسك بمبدأ "صين واحدة" في المجتمع الدولي. وطرح الحزب إستراتيجية تحديد العوالم الثلاثة، وتعهد رسميا بأن الصين لن تسعى أبدا وراء الهيمنة، مما حظي بالاحترام والتقدير من المجتمع الدولي وخصوصا من الدول النامية الغفيرة.

وتوقع الحزب تماما تحديات جديدة قد يواجهها عند توليه الحكم في كل البلاد، فكانت الدورة الكاملة الثانية للجنة المركزية السابعة للحزب التي عُقدت عشية الانتصار في حرب التحرير بجميع أنحاء البلاد قد دعت جميع أعضاء الحزب إلى ضرورة الحفاظ باستمرار على روح التواضع والتروي بعيدا عن الغطرسة والطيش، والحفاظ بدأب على أسلوب الحياة البسيطة والنضال الشاق. وبعد تأسيس الصين الجديدة، طرح الحزب على وجه الخصوص موضوعا حيويا لبنائه في ظروف تولي الحكم، بهدف تعزيز بنائه وتوطيد قيادته من حيث الأيديولوجيا والتنظيم وأسلوب العمل. وحث الحزب كوادره على تعزيز دراسة النظريات وقبول التأهيل المعرفي لرفع مستوى قيادته، وطالب جميع أعضائه وخاصة كبار كوادره بزيادة وعيهم بصون تضامن الحزب ووحدته. وشن الحزب حملات لتقويم أساليب عمله وتقوية منظماته، بقصد تعزيز التثقيف داخله، وتقويم منظماته القاعدية، وتعلية شروط العضوية الحزبية، ومعارضة البيروقراطية ونزعة التأمر والاختلاس والتبذير. وحافظ الحزب على اليقظة العالية تجاه فساد وانحلال الكوادر الحزبية واحترس منهما، وأنزل العقاب على الفاسدين بحزم. وقد أدت هذه الإجراءات المهمة إلى تقوية نزاهة الحزب والتضامن بين جميع أعضائه، وإلى توثيق اتصاله بجماهير الشعب وتراكُم التجارب الأولية لبناء الحزب الحاكم.

وخلال هذه المرحلة، فقد دعا الرفيق ماو تسي تونغ إلى وجوب "الدمج مرة ثانية" بين المبادئ الأساسية للماركسية اللينينية والواقع الملموس الصيني، وكان الشيوعيون الصينيون بزعامة الرفيق ماو تسي تونغ بوصفه ممثلا رئيسيا لهم قد أثروا وطوروا أفكار ماو تسي تونغ بناءً على الواقع الجديد، وطرحوا سلسلة من الأفكار المهمة عن البناء الاشتراكي، بما فيها أن المجتمع الاشتراكي مرحلة تاريخية طويلة جدا، والتمييز الدقيق والمعالجة الصحيحة للتناقضات بيننا وبين الأعداء والتناقضات داخل صفوف الشعب، والمعالجة الصحيحة للعلاقات المهمة العشر المتعلقة بالبناء الاشتراكي في بلادنا، وشق طريق تصنيع يلائم ظروف بلادنا الخاصة، واحترام قانون القيمة، وتطبيق مبدأ "التعايش الطويل الأمد والرقابة المتبادلة" في العلاقات بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب الديمقراطية، وتطبيق مبدأ "دع مائة زهرة تتفتح ومائة مدرسة فكرية تتبارى" في الأعمال العلمية والثقافية، وهلمّ جرّا. وما زال لهذه النتائج النظرية المبتكَرة مغزى إرشادي مهم حتى الآن.

إن أفكار ماو تسي تونغ هي تطبيق وتطوير ابتكاريان للماركسية اللينينية في الصين، وهي المبادئ الـنظرية الصحيحة وخلاصة التجارب الخاصة بالثورة والبناء في الصين والتي برهنت الممارسة على صوابها، وأول طفرة تاريخية لصيننة الماركسية. وإن الروح الحية لأفكار ماو تسي تونغ هي المواقف ووجهات النظر والأساليب التي تسود في شتى مكونات هذه الأفكار متجسِدةً في جوانب أساسية ثلاثة هي البحث عن الحقيقة من الواقع، والخط الجماهيري، والاستقلال وأخذ زمام المبادرة، وقدمت إرشادا علميا لتطوير قضايا الحزب والدولة.

ومن المؤسف أن الخط الصحيح الذي توصل إليه الحزب في مؤتمره الوطني الثامن لم يُتمسك به تماما، إذ ظهرت أخطاء تباعا مثل حركة "قفزة كبرى إلى الأمام" وحملة تعميم الكومونات الشعبية، بالإضافة إلى توسيع نطاق النضال ضد اليمينيين بشكل خطير. وأمام الظروف الخارجية الخطيرة والمعقدة وقتئذ، أولى الحزب اهتماما بالغا لتوطيد السلطة الاشتراكية، وبذل جهودا متعددة الجوانب في هذا الشأن. ومع ذلك، تفاقمت مع مرور الأيام الأخطاء التي ارتكبها الرفيق ماو تسي تونغ نظريا وتطبيقيا فيما يتعلق بالصراع الطبقي في المجتمع الاشتراكي، بينما لم تستطع لجنة الحزب المركزية تصحيح هذه الأخطاء في حينها. وكان الرفيق ماو تسي تونغ قد أساء تماما تقدير الوضع الطبقي في بلادنا والوضع السياسي للحزب والدولة في ذلك الوقت، فشن "الثورة الثقافية الكبرى" وقادها، حيث كانت طغمتا لين بياو، وجيانغ تشينغ المعاديتان للثورة، باستغلال أخطاء الرفيق ماو تسي تونغ، قد قامتا بعدد كبير من الأنشطة الآثمة التي أنزلت النكبات بالبلاد والشعب، مما أدى إلى الاضطرابات الداخلية التي امتدت لعشر سنوات، وعرَّضت الحزب والدولة والشعب لأخطر النكسات والخسائر منذ تأسيس الصين الجديدة، فكانت الدروس المأخوذة من ذلك مؤلمة جدا. وفي أكتوبر 1976، نفذ المكتب السياسي للجنة الحزب المركزية إرادة الحزب والشعب، فسحق "عصابة الأربعة" بعزم وحزم، وأنهى ويلة "الثورة الثقافية الكبرى".

وفي الفترة من تأسيس الصين الجديدة حتى عشية إطلاق عملية الإصلاح والانفتاح، كان الحزب قد قاد الشعب في إنجاز الثورة الاشتراكية والقضاء على كافة نظم الاستغلال، وتحقيق أوسع وأعمق تغيير اجتماعي في تاريخ الأمة الصينية، وتحقيق قفزة عظيمة تتجسد في دخول بلد شرقي شاسع المساحة وفقير متخلف وكثير السكان إلى المجتمع الاشتراكي بخطوات واسعة. ورغم مروره بمنعطفات خطيرة في عملية الاستكشاف، إلا أن النتائج النظرية المبتكَرة والمنجزات العظيمة التي حققها الحزب في الثورة والبناء الاشتراكيين قد وفرت خبرات نفيسة واستعدادات نظرية وأساسا ماديا لتأسيس الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في الحقبة التاريخية الجديدة.

وبنضالهما الباسل والصلد، أعلن الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بمهابة أمام العالم أن الشعب الصيني لا يجيد العمل في هدم العالم القديم فحسب، بل يجيد العمل أيضا في بناء عالم جديد، وأنه لا يمكن إنقاذ الصين إلا بالاشتراكية، ولا يمكن تنميتها إلا بالاشتراكية.

 

ثالثا، إجراء الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي

كانت المهمة الرئيسية التي واجهها الحزب في المرحلة الجديدة من الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي هي مواصلة استكشاف الطريق السديد لبناء الاشتراكية في الصين، وتحرير وتطوير القوى المنتِجة الاجتماعية وتخليص أبناء الشعب من الفقر وتمكينهم من الثراء في أسرع وقت ممكن، وذلك لتوفير الضمان المؤسسي المفعم بالحيوية المتجددة وتهيئة الظروف المادية للتنمية السريعة من أجل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

وبعد انتهاء "الثورة الثقافية الكبرى"، وفي اللحظة التاريخية الحاسمة التي واجه فيها الحزب والدولة مشكلة اختيار أي طريق سيسلكه، أدرك الحزب بعمق أن تنفيذ الإصلاح والانفتاح وحده هو السبيل الوحيد، وإلا فستفشل قضيتنا في التحديث وقضيتنا الاشتراكية. وفي ديسمبر 1978، عقد الحزب الدورة الكاملة الثالثة للجنته المركزية الحادية عشرة، فأنهى بحزم نهج "اتخاذ الصراع الطبقي الحلقةَ الرئيسية"، وحقق النقل الإستراتيجي لبؤرة أعمال الحزب والدولة، وبدأ فترة جديدة من الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي، مما حقق تحوُّلا عظيما ذا أهمية بعيدة المدى في تاريخ الحزب منذ تأسيس الصين الجديدة. واتخذ الحزب قرارا مهما بإبطال "الثورة الثقافية الكبرى" تماما. وخلال أكثر من 40 عاما مضت، ظل الحزب يتمسك بعزيمة لا تتزعزع بالخطوط والمبادئ والسياسات التي حددتها تلك الدورة الكاملة.

وبعد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب، اتحد الشيوعيون الصينيون بزعامة الرفيق دنغ شياو بينغ بوصفه ممثلا رئيسيا لهم مع جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقادوهم في التلخيص العميق للتجارب الإيجابية والسلبية منذ تأسيس الصين الجديدة، والاستفادة من التجارب التاريخية للاشتراكية العالمية حول المسألة الأساسية المتمثلة في ماهية الاشتراكية وكيفية بنائها، فابتكروا نظرية دنغ شياو بينغ متمسكين بتحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع، واتخذوا قرارا تاريخيا بنقل بؤرة أعمال الحزب والدولة إلى البناء الاقتصادي وممارسة الإصلاح والانفتاح، واكتشفوا بذلك جوهر الاشتراكية بشكل عميق، وحددوا الخط الأساسي للمرحلة الأولية من الاشتراكية، وأكدوا بكل وضوح على سلوك طريقنا الخاص وبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وأجابوا بشكل علمي على سلسلة من المسائل الأساسية حول بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ووضعوا إستراتيجية "الخطوات الثلاث" التنموية لتحقيق التحديث الاشتراكي من حيث الأساس عند حلول منتصف القرن الحادي والعشرين، وأسسوا بنجاح الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

وبعد الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الثالثة عشرة للحزب، اتحد الشيوعيون الصينيون بزعامة الرفيق جيانغ تسه مين بوصفه ممثلا رئيسيا لهم مع جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقادوهم في التمسك بالنظريات الأساسية والخط الأساسي للحزب، وعمقوا إدراكهم لماهية الاشتراكية وكيفية بنائها وماهية الحزب الذي يجب بناؤه وكيفية بنائه، فبلوروا أفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة، مما صان الاشتراكية ذات الخصائص الصينية أمام الاختبارات القاسية المتمثلة في ظهور الأوضاع الداخلية والخارجية المعقدة للغاية ومرور الاشتراكية العالمية بمنعطفات خطيرة، ووضع الهدف والإطار الأساسي للإصلاح في نظام اقتصاد السوق الاشتراكي وأرسى النظام الاقتصادي الأساسي المتصف بإبقاء القطاع العام مسيطرا وبتطور الاقتصاديات المتعددة الملكية سوية ونظام توزيع الدخل الذي يتخذ التوزيع حسب العمل قواما وتتعايش فيه أنماط التوزيع المتنوعة، وخلق وضعا جديدا للإصلاح والانفتاح على نحو شامل، ودفع المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب، ونجح في دفع الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى القرن الحادي والعشرين.

وبعد المؤتمر الوطني السادس عشر للحزب، اتحد الشيوعيون الصينيون بزعامة الرفيق هو جين تاو بوصفه ممثلا رئيسيا لهم مع جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقادوهم في دفع الابتكارات في الممارسات والنظريات والنظم خلال عملية بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وأدركوا وأجابوا بصورة معمقة على مسائل مهمة مثل أي تنمية يجب تحقيقها وكيف يتم تحقيقها في ظل الوضع الجديد، مما بلور مفهوم التنمية العلمية، وكانوا يركزون القوى على إجادة البناء، ويسعون إلى التنمية بقلب واحد، مغتنمين فترة الفرص الإستراتيجية المهمة، ومؤكدين على التنمية الشاملة والمتناسقة والمستدامة والمتصِفة بوضع الإنسان في المقام الأول، ويركزون الجهود على ضمان وتحسين معيشة الشعب، وتعزيز الإنصاف والعدالة الاجتماعيين، ودفع بناء قدرة الحزب على تولي الحكم وبناء تقدميته، مما أدى إلى نجاحه في التمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في ظل الوضع الجديد.

ومن أجل دفع عملية الإصلاح والانفتاح، حدد الحزب مجددا الخط الأيديولوجي والخط السياسي والخط التنظيمي للماركسية، وألغى تماما سياسة "الكُلّين" الخاطئة، وأعطى تقييما صحيحا للمكانة التاريخية للرفيق ماو تسي تونغ والمنظومة العلمية لأفكار ماو تسي تونغ. وأوضح الحزب أن التناقض الرئيسي في مجتمع بلادنا هو التناقض بين متطلبات الشعب المادية والثقافية المتزايدة مع مرور الأيام والإنتاج الاجتماعي المتخلف، وأن حل هذا التناقض الرئيسي هو مهمة محورية لنا، وطرح هدفا لبناء مجتمع رغيد الحياة. وقد استأنف الحزب ووضع مجموعة من السياسات الصحيحة في أعمال مختلف الجوانب، لتعديل الاقتصاد الوطني. وقاد الحزب شن حملة إزالة الفوضى وإعادة النظام في مجالات الأيديولوجيا والسياسة والتنظيم على نحو شامل، لإعادة الاعتبار للأشخاص الذين تضرروا من القضايا الظالمة أو الملفقة أو الخاطئة على نطاق واسع وتصحيح العلاقات الاجتماعية. ووضع الحزب وثيقة «قرار بشأن بعض المسائل في تاريخ الحزب منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية»، مما رمز إلى أن الحزب قد أنجز بنجاح مهمة إزالة الفوضى وإعادة النظام من حيث الأفكار المرشدة.

وأدرك الحزب بعمق أن من الضروري قيادة تطوير أعماله بالابتكار النظري عند خلق وضع جديد لتنفيذ الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي. وقد أشار الرفيق دنغ شياو بينغ إلى أنه إذا أفرط حزب أو دولة أو أمة في عبادة الكتب أثناء أداء كل شيء وتحجرت عقليته وأصبح الإيمان الأعمى سائدا فيه، استحال تقدمه إلى الأمام وتوقفت حيويته، حتى قد يؤدي ذلك إلى هلاك الحزب وسقوط الدولة. وكان الحزب قد قاد ودعم حملة النقاش الكبرى حول موضوع مقياس اختبار الحقيقة، وتمسك بالماركسية وطورها انطلاقا من الممارسات الجديدة وسمات العصر، وأجاب بصورة علمية على سلسلة من الأسئلة الأساسية حول ما يتعلق ببناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية من الطريق التنموي والمراحل التنموية والمهمة الأساسية والزخم التنموي والإستراتيجية التنموية والضمان السياسي وإعادة توحيد الوطن الأم وإستراتيجية العمل الديبلوماسي والدولي والقوة القيادية والقوة المعتمَد عليها، وأنشأ منظومة نظريات الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، مما حقق قفزة جديدة لصيننة الماركسية.

وفي مؤتمراته الوطنية الـ12 والـ13 والـ14 والـ15 والـ16 والـ17، وعلى ضوء تطورات وتغيرات الأوضاع الدولية والمحلية، وانطلاقا من المطلب الجديد لتنمية بلادنا، وضع الحزب بثبات ترتيبات شاملة لدفع عملية الإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي، وعقد عدة دورات كاملة للجنته المركزية لإجراء دراسات وترتيبات خاصة بشأن الأعمال المهمة للإصلاح والتنمية وضمان الاستقرار. وحققت بلادنا تقدما اختراقيا في الإصلاح، أولا في تنفيذ نظام مسؤولية المقاولة القائمة على العائلات الفلاحية إزاء الإنتاج في الريف، ثم تحولت تدريجيا إلى إصلاح النظام الاقتصادي في الحضر وعممته على نحو شامل، وحددت اتجاه الإصلاح حسب قانون اقتصاد السوق الاشتراكي، لإطلاق العنان للدور الأساسي للسوق في تخصيص الموارد إلى حد أكبر وعلى نطاق أوسع، والتمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي ونظام التوزيع وإكمالهما. ودفع الحزب إصلاح النظام الاقتصادي بحزم، مع إصلاح النظم في مختلف المجالات مثل السياسة والثقافة والمجتمع، وحفز إصلاح نظام البناء الحزبي، والاستمرار في تشكيل وتطوير نظم وآليات مُتفِقة مع ظروف الصين المعاصرة ومفعمة بالنشاط والحيوية. واتخذ الحزب الانفتاح على الخارج سياسةً وطنية أساسية، للانتفاع تماما من السوقين المحلية والدولية والموارد بنوعيها الداخلي والخارجي، بدءا من إنشاء مناطق اقتصادية خاصة في شنتشن وغيرها وتنمية حي بودونغ بمدينة شانغهاي وفتحه على الخارج ودفع الانفتاح على الخارج في المناطق الحدودية والساحلية والمناطق الواقعة على طول نهر اليانغتسي وعلى طول طرق المواصلات الرئيسية وفي المدن المركزية بالمناطق الداخلية وحتى انضمام البلاد إلى منظمة التجارة العالمية، ومن عملية "الجذب من الخارج" إلى عملية "التوجه نحو الخارج". ومن خلال الدفع المتواصل لعملية الإصلاح والانفتاح، حققت بلادنا تحوُّلا تاريخيا من نظام الاقتصاد المخطط العالي المركزية إلى نظام اقتصاد السوق الاشتراكي الزاخر بالحيوية والنشاط، ومن الانغلاق وشبه الانغلاق إلى الانفتاح الشامل.

وتسريعا لدفع عملية التحديث الاشتراكي، قاد الحزب أبناء الشعب في القيام بالبناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي، مُحقِقا سلسلةً من النجاحات المهمة. وتمسك الحزب بتركيز بؤرة العمل على البناء الاقتصادي وبفكر "أن التنمية هي الأولوية القصوى"، وطرح استنتاج "العلوم والتكنولوجيا تشكل قوى مُنتِجة أساسية"، ونفَّذ إستراتيجيات مُهِمة للنهوض بالوطن بالعلوم والتعليم والتنمية المستدامة وتقوية الوطن بالاعتماد على الأكفاء وغيرها، بقصد دفع التنمية الكبرى لغرب البلاد، وإنهاض القواعد الصناعية القديمة في منطقة شمال شرقي الصين وغيرها، ومساعدة مناطق وسط البلاد على نهضتها، ودعم مناطق شرق البلاد في التنمية قبل غيرها، وتعزيز الـتنمية المتناسِقة بين الحضر والريف وبين مختلف الأقاليم، ودفع عجلة إصلاح وتطوير المؤسسات المملوكة للدولة، وتشجيع ودعم تطور اقتصاد القطاع غير العام، وتعجيل عملية تحويل نمط التنمية الاقتصادية، وتشديد حماية البيئة الإيكولوجية، ودفع التنمية الاقتصادية المطردة والسريعة، مما رفع القوة الوطنية الشاملة إلى حد كبير. والتزم الحزب بالوحدة العضوية بين التمسك بقيادته وكون الشعب سيداً للدولة وحكم الدولة وفقا للقانون، لتطوير السياسة الديمقراطية الاشتراكية، وبناء الحضارة السياسية الاشتراكية، ودفع إصلاح النظام السياسي بشكل نشط وسليم، والتمسك بالربط بين حكم الدولة طبقاً للقانون وحكم الدولة بالفضيلة، ووضع دستور جديد، وبناء الدولة التي يحكمها القانون، وتشكيل منظومة القوانين للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، واحترام وضمان حقوق الإنسان، وتوطيد وتطوير الجبهة المتحدة الوطنية الأوسع نطاقا. وعزز الحزب التثقيف بالمثُل العليا والعقيدة السياسية، لدفع بناء منظومة القيم الجوهرية الاشتراكية، وبناء الحضارة الروحية الاشتراكية، وتطوير الثقافة المتقدمة الاشتراكية، وتحفيز التطور والازدهار الكبيرين للثقافة الاشتراكية. وسرَّع الحزب خطى البناء الاجتماعي الذي اتخذ تحسين معيشة الشعب نقطة جوهرية له، بهدف تحسين جودة معيشة الشعب، وإلغاء ضرائب الزراعة، ومواصلة دفع عملية ضمان تمتُّع جميع الناس بحقوقهم في تلقي التعليم والحصول على مكافآت العمل والرعاية الطبية والعناية بالشيخوخة والمساكن، مما عزَّز الانسجام والاستقرار الاجتماعيين. وطرح الحزب هدفا عاما لبناء جيش ثوري قوي وحديث ونظامي، وحدد الهدف الأساسي من استعداده لخوض النضال العسكري لكسب نصر في حرب جزئية في ظل الظروف المعلوماتية، لدفع التغييرات العسكرية ذات الخصائص الصينية، وسلك الطريق ذي الخصائص الصينية لبناء قوة النُخْبَة.

وأمام الأوضاع الدولية المتقلبة، تمسك الحزب بثبات لا يتزعزع بالمبادئ الأساسية الأربعة ، وأزاح مختلف تأثيرات التشويش بحزم، لمواجهة سلسلة المخاطر والاختبارات المتعلقة بالوضع العام للإصلاح والتنمية وضمان الاستقرار في بلادنا بشكل هادئ رابط الجأش. وفي أواخر ثمانينات القرن العشرين وأوائل تسعيناته، تفكك الاتحاد السوفياتي، وشهدت أوروبا الشرقية تبدلا هائلا. وبدعم وتحريض من القوى المعادية للشيوعية والاشتراكية على الصعيد الدولي، فقد أدت الأجواء السياسية الدولية والمحلية إلى حدوث عواصف سياسية خطيرة في بلادنا عند ملتقى الصيف بالربيع لعام 1989. وبالاعتماد على الشعب، كافح الحزب والحكومة بموقف واضح القلاقل، مما دافع عن سلطة الدولة الاشتراكية، وحمى المصالح الأساسية لأبناء الشعب. وقاد الحزب أبناء الشعب في مواجهة المخاطر الاقتصادية مثل الأزمة المالية الآسيوية والأخرى العالمية وفي استضافة أولمبياد بكين وبارالمبياد بكين لعام 2008 بنجاح، وفي التغلب على الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات الخطيرة في أحواض أنهار اليانغتسي وننجيانغ وسونغهوا وزلزال ونتشوان المُدمِّر، والانتصار على وباء السارس، مما أظهر قدرة الحزب على مقاومة المخاطر والسيطرة على الوضع المعقد.

واتخذ الحزب إنجاز القضية العظيمة لإعادة توحيد الوطن الأم مهمةً جسيمة تاريخية له، وبذل جهودا دؤوبة في سبيل ذلك. وقد طرح الرفيق دنغ شياو بينغ بصورة خلاقة فكرا علميا متمثلا في مبدأ "دولة واحدة ونظامان"، مما فتح سبيلا جديدا لتحقيق إعادة توحيد الوطن الأم بطرق سلمية. وبعد العمل والنضال الشاقين، استعادت حكومة بلادنا ممارسة السيادة على هونغ كونغ وماكاو تباعا، مما غسل العار الذي عانته الأمة الصينية لمدة مائة عام. وبعد عودة هونغ كونغ وماكاو إلى أحضان الوطن الأم، عملت الحكومة المركزية بصرامة على ضوء الدستور الوطني والقانون الأساسي لكل من منطقتيها الإداريتين الخاصتين، للحفاظ على الازدهار والاستقرار الطويلي الأمد في هونغ كونغ وماكاو. وسيطر الحزب على الوضع العام لحل مسألة تايوان، وحدد الـسياسة الأساسية لـ"التوحيد السلمي، ودولة واحدة ونظامان"، وشجع الطرفين بين جانبي مضيق تايوان على التوصل إلى "توافق عام 1992" الذي يجسد مبدأ "صين واحدة"، لدفع التشاورات والمفاوضات بين جانبي المضيق، مما حقق "الروابط الثلاث" المباشرة والمزدوجة في قطاعات التجارة والبريد والملاحة بين جانبي المضيق، واستهل التبادلات الحزبية بين جانبي المضيق. ووُضِعَ «قانون معارضة الانفصال عن الدولة»، مما كبح بحزم القوى الانفصالية الداعية إلى "استقلال تايوان"، ودفع عجلة إعادة توحيد الوطن الأم، وأحبط بقوة شديدة المحاولات الرامية إلى خلق "صينين" و"صين واحدة وتايوان واحدة" و"استقلال تايوان".

وبعد تقديره العلمي لسمات العصر والوضع الدولي، أشار الحزب إلى أن السلام والتنمية يمثلان الموضوع الرئيسي لعصرنا اليوم. وتمسك الحزب بهدف السياسة الخارجية المتمثل في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، لتعديل علاقاتنا مع الدول الكبرى الرئيسية، وتطوير علاقات حسن الجوار والصداقة مع الدول المجاورة، وتعميق التعاون الودي مع سائر الدول النامية، والمشاركة بنشاط في الشؤون الدولية والإقليمية، مما أنشأ نمطا جديدا من العلاقات الخارجية الشاملة الاتجاهات والمتعددة المستويات. وحفَّز الحزب بنشاط عمليات التعددية القطبية العالمية وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، ودفع تطور العولمة الاقتصادية نحو اتجاه يفيد الازدهار المشترك، وعارض بموقف واضح نزعة الهيمنة وسياسة القوة، وحمى بثبات مصالح الدول النامية الغفيرة، ودفع عملية إقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد عادل ومعقول، لتعزيز السلام الدائم والرخاء المشترك في العالم.

وظل الحزب يشدد على ضرورة إعطاء الأولوية لإدارة الحزب قبل حكم الدولة، ووجوب إدارة الحزب بانضباط صارم، لبدء ودفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب. ووضع الحزب وثيقة «بعض القواعد الخاصة بالأنشطة السياسية داخل الحزب»، لإكمال نظام المركزية الديمقراطية وتطوير الديمقراطية داخل الحزب وتحقيق تطبيع الأنشطة السياسية داخل الحزب؛ وقَوَّى المنظمات الحزبية بصورة مخططة وعلى مراحل، لتركيز الجهود على حل مشاكل عدم نقاء البعض من حيث الأيديولوجيا والتنظيم وأسلوب العمل داخل الحزب؛ وعزز بناء صفوف الكوادر وفقا لمبدأ "جعل الكوادر أكثر ثورية وشبابا وأفضل تعليما وأكثر كفاءة مهنية"، لاختيار الكوادر الكهلة والشابة بقوة، وتعجيل خطى إحلال الجديد محل القديم في صفوف الكوادر. وبما يتمحور حول حُسن معالجة الموضوعين التاريخيين المتمثلين في رفع مستواه في القيادة وتولي الحكم ورفع قدرته على مقاومة الفساد والاحتراس من الانحطاط وعلى صدّ المخاطر، وباعتبار بناء قدرته على الحكم وتقدميته عمودا فقريا، اتخذ الحزب قرارات متتالية بشأن القضايا المُهِمة لتوثيق اتصاله بجماهير الشعب وتعزيز وتحسين بناء أسلوب عمله وتشديد بناء قدرته على الحكم، بغية تنظيم إجراء أنشطة الدراسة والتثقيف الممركزة مثل التثقيف بشأن "التأكيد على الدراسة والوعي السياسي والاتجاهات السليمة"، وحملة الدراسة والتثقيف بأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة، وحملة التثقيف بالحفاظ على تقدمية أعضاء الحزب الشيوعي، وحملة دراسة وتطبيق مفهوم التنمية العلمية. ودفع الحزب بناء نظام معاقبة مرتكبي الفساد والوقاية منه باعتبار أن بناء أسلوب عمله والحكم النزيه ومكافحة الفساد قضية تتعلق بمصير الحزب والدولة.

وبمناسبة الذكرى الأربعين لبدء عملية الإصلاح والانفتاح، عقدت لجنة الحزب المركزية على نحو يليق بعظمة المناسبة اجتماعا احتفاليا، ألقى فيه الرفيق شي جين بينغ خطابا مُهِما، لخص فيه بشكل شامل المنجزات العظيمة المحققة والخبرات النفيسة المكتسبة خلال الأربعين عاما الماضية على الإصلاح والانفتاح، وأكد على أن الإصلاح والانفتاح صحوة عظيمة لحزبنا وثورة عظيمة في تاريخ تطور الشعب الصيني والأمة الصينية، ووجَّه نداءً عظيما للمضي بالإصلاح والانفتاح حتى النهاية. وكانت المنجزات العظيمة للإصلاح والانفتاح وبناء التحديث الاشتراكي قد جذبت انتباه العالم، فقد حققت بلادنا اختراقا تاريخيا من حالة التخلف النسبي في القوى المنتِجة إلى تبوُّؤ المركز الثاني في العالم من حيث إجمالي الحجم الاقتصادي، وحققت قفزة تاريخية في معيشة الشعب من نقص الكساء والغذاء إلى الرغد العام ثم السعي لتحقيق الرغد الشامل، مما دفع الطفرة العظيمة للأمة الصينية من النهوض إلى الاغتناء.

وبنضالهما الباسل والصلد، أعلن الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بمهابة أمام العالم أن الإصلاح والانفتاح إجراء حاسم يقرر مستقبل ومصير الصين المعاصرة، وأن طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو طريق سديد يرشد الصين في تنميتها وازدهارها، وقد لحقت الصين بركب العصر بخطوات واسعة.

 

رابعا، استهلال عصر جديد من الاشتراكية ذات الخصائص الصينية

منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، دخلت الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد. وإن المهمة الرئيسية التي واجهها الحزب تتمثل في تحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، واستهلال مسيرة جديدة لتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ومواصلة المضي قُدُما نحو الهدف الطموح لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

وتخطط وتستوعب لجنة الحزب المركزية، ونواتها الرفيق شي جين بينغ، الوضع العام الإستراتيجي للنهضة العظيمة للأمة الصينية والتغيرات الكبيرة التي لم يشهدها العالم منذ مائة عام، وتؤكد اللجنة على أن العصر الجديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو عصر نعمل فيه على وراثة السلف والتمهيد للخلف ومتابعة عمل الماضي وشق طريق المستقبل ومواصلة إحراز انتصارات عظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية في الظروف التاريخية الجديدة، وعصرٌ نسعى فيه لتحقيق انتصار حاسم في إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل ثم بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل، وعصرٌ يتضامن فيه أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد ويكافحون لمواصلة العمل على خلق حياة سعيدة وتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب تدريجيا، وعصرٌ يوحّد فيه جميع أبناء الأمة الصينية جهودهم في سبيل تحقيق حلم الصين المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية بكل قوة وشجاعة، وعصرٌ تواصل فيه بلادنا تقديم إسهامات أكبر للبشرية. ويعتبر العصر الجديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية معلما تاريخيا جديدا لتطور بلادنا.

ويتمسك الشيوعيون الصينيون بزعامة الرفيق شي جين بينغ بوصفه ممثلا رئيسيا لهم بالدمج بين المبادئ الأساسية للماركسية والواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة، ويلتزمون بأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية، حيث استخلصوا بعمق التجارب التاريخية منذ تأسيس الحزب واستفادوا منها بصورة مستفيضة، وانطلقوا من الواقع الصيني الجديد، وبلوروا أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والتي حدّدت أن أهم المميزات الجوهرية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية هي قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وأن أكبر تفوق لنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وأن الحزب الشيوعي الصيني هو أعلى قوة قيادية سياسية، ولا بد للحزب كله من تعزيز "الوعي بأربعة أمور"، وترسيخ "الثقة الذاتية في أربعة جوانب"، والتمسك بـ"صون أمرين"؛ وحددت أن المهمة العامة للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها، هي تحقيق التحديث الاشتراكي والنهضة العظيمة للأمة الصينية، أي إنجاز بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة على مرحلتين عند حلول منتصف القرن الحالي ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية قدما بالتحديث ذي الأسلوب الصيني على أساس إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل؛ وحددت أن التناقض الرئيسي في مجتمع بلادنا خلال العصر الجديد هو التناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة سعيدة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية، فمن الضروري لنا التمسك بفلسفة تنموية تتمحور حول الشعب، وتطوير الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، في سبيل دفع إحراز تقدم جوهري أكثر وضوحا في التنمية الشاملة للإنسان وتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب؛ وحددت أن التخطيط العام لقضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو التكامل الخماسي الذي يشمل البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والبناء الحضاري الإيكولوجي، وأن التخطيطات الإستراتيجية هي الشوامل الأربعة التي تتمثل في بناء الدولة الاشتراكية الحديثة على نحو شامل، وتعميق الإصلاح على نحو شامل، ودفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل؛ وحددت أن الهدف العام لتعميق الإصلاح على نحو شامل يتمثل في تحسين وتطوير نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ودفع عجلة تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها؛ وحددت أن الهدف العام لدفع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل يتمثل في بناء منظومة حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية وبناء دولة اشتراكية تُحكم بالقانون؛ وحددت ضرورة التمسك بالنظام الاقتصادي الأساسي الاشتراكي وتحسينه، وإطلاق عنان الدور الحاسم للسوق في تخصيص الموارد، وإظهار دور الحكومة بشكل أفضل، واستيعاب المرحلة التنموية الجديدة، وتطبيق الفكر التنموي الجديد القائم على الابتكار والتناسق والخضرة والانفتاح والتمتُّع المشترك، وتعجيل إنشاء نمط تنموي جديد يتخذ الدورة الاقتصادية الكبرى المحلية قواما له ويتميز بالتعزيز المتبادل بين الدورتين الاقتصاديتين المحلية والدولية، لدفع التنمية العالية الجودة، والتخطيط الشامل لقضيتي التنمية والأمن؛ وحددت أن هدف الحزب من تقوية الجيش في العصر الجديد هو بناء جيش شعبي يخضع لتوجيهات الحزب ويقدر على كسب المعارك ويتحلى بأسلوب حميد ليكون جيشا من الدرجة الأولى في العالم؛ وحددت أن ديبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية يجب عليها خدمة نهضة الأمة وتعزيز تقدم البشرية، ودفع خلق علاقات دولية جديدة الطراز، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية؛ وحددت المبادئ الإستراتيجية لإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل، وطرحت المطالب العامة لبناء الحزب في العصر الجديد، ألا وهي دفع بناء الحزب على نحو شامل من حيث السياسة والأيديولوجيا والتنظيم وأسلوب العمل والانضباط مع جعل البناء المؤسسي يسود في كافة حلقاته، وتعميق دفع مكافحة الفساد، وتنفيذ المسؤولية السياسية لإدارة الحزب لشؤونه وأعضائه، وقيادة الثورة الاجتماعية العظيمة بالثورة الذاتية العظيمة. وتعد كل هذه الأفكار الإستراتيجية والمفاهيم الابتكارية منجزات الحزب المُهِمة في تعميق الإدراك والابتكار النظري لقانون بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

وقد فكَّر الرفيق شي جين بينغ بعمق وقيّم علميا سلسلة من المسائل النظرية والتطبيقية المُهِمة بشأن تطوير قضايا الحزب والدولة في العصر الجديد، وطرح سلسلة من المفاهيم والأفكار والإستراتيجيات الجديدة الأصلية حول إدارة شؤون الدولة، بما فيها ماهية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية التي يجب التمسك بها وتطويرها وكيفية التمسك بها وتطويرها في العصر الجديد، وماهية الدولة الاشتراكية الحديثة القوية التي يجب علينا بناؤها وكيفية بنائها، وماهية الحزب الماركسي الذي يتولى الحكم لفترة طويلة ويلزمنا بناؤه وكيفية بنائه وغير ذلك من المواضيع العصرية المُهِمة، وإنه المؤسس الرئيسي لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد التي تُعتبر الماركسيةَ في الصين المعاصرة والماركسية للقرن الحادي والعشرين وخلاصة الثقافة الصينية والروح الصينية في هذا العصر، وحققت قفزة جديدة لصيننة الماركسية. إن إقرار الحزب مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواةً للجنة الحزب المركزية وللحزب كله، ومكانة أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد بوصفها مرشدا يعكس الرغبات المشتركة لكل الحزب والجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد، ويتحلى بأهمية حاسمة بالنسبة إلى تطور قضايا الحزب والدولة في العصر الجديد ودفع العملية التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية.

وبعد بدء تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، حققت قضايا الحزب والدولة منجزات مُهِمة، الأمر الذي أرسى قاعدة راسخة وخلق ظروفا مؤاتية لتطوير قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. وفي الوقت نفسه، أدرك الحزب بوعي أن تغير الظروف الخارجية جلب كثيرا من المخاطر والتحديات الجديدة، وأن وضع الإصلاح والتنمية وضمان الاستقرار في بلادنا واجه عددا ليس بالقليل من التناقضات والمسائل ذات الجذور العميقة دون حلها منذ وقت طويل وبعض التناقضات والمسائل التي ظهرت حديثا، وأن وضع التسامح والتراخي والتواني الموجود في وقت معين بشأن إدارة الحزب لشؤونه وأعضائه أدى إلى تفشي ظواهر السلبية والفساد وظهور المشاكل الخطيرة في البيئة السياسية داخل الحزب، فتعرضت العلاقة بين الحزب والجماهير والأخرى بين الكوادر والجماهير لأضرار، وضعفت قدرة الحزب الخلَّاقة وتماسكه وقدرته الكفاحية، وواجه الحزب اختبارات كبيرة في إدارة شؤون الدولة.

وتأخذ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جين بينغ، بروح المبادرة العظيمة في كل المراحل التاريخية وشجاعة سياسية جبارة وإحساس قوي بتحمل المسؤولية، تأخذ النوعين المحلي والدولي من الوضع العام بعين الاعتبار، وتطبق نظرية الحزب الأساسية وخطّه الأساسي وبرنامجه الشامل الأساسي، وتخطط بشكل شامل النضال العظيم والمشروع العظيم والقضية العظيمة والحلم العظيم، وتتمسك بفكرة العمل الأساسية العامة المتمثلة في إحراز التقدم من خلال الحفاظ على الاستقرار، وأصدرت سلسلة من المبادئ والسياسات المُهِمة، واتخذت سلسلة من التدابير الحيوية، ودفعت سلسلة من الأعمال الرئيسية، وتغلبت على سلسلة من المخاطر والتحديات الخطيرة، وحلّت كثيرا من المشاكل المستعصية التي كانت ترغب في تسويتها منذ فترة طويلة ولكنها لم تنجح في ذلك، وأنجزت كثيرا من الأمور المُهِمة التي كانت تريد فعلها في الماضي ولكنها لم تستطع ذلك، الأمر الذي دفع قضايا الحزب والدولة في تحقيق منجزات تاريخية وإحداث تغييرات تاريخية.

(1) في صدد التمسك بقيادة الحزب الشاملة

وبعد بدء تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، بذل الحزب جهودا متواصلة في تقوية وتحسين قيادته، وقدم ضمانا سياسيا أساسيا لتطور قضايا الحزب والدولة. وفي الوقت نفسه، وجد أيضا عددا ليس بالقليل من المشاكل داخل الحزب بما فيها الإدراك الملتبس ونقصان الأعمال الفعلية للتمسك بقيادة الحزب، والإضعاف والتفريغ والتهميش وعدم المبالاة بالامتثال لقيادة الحزب، خاصة التقصير في تنفيذ قرارات وترتيبات لجنة الحزب المركزية، فاتخذ بعض الناس إجراءات مضادة للسياسات الصادرة عن القيادة الأعلى، وحتى لجأوا إلى صيغة "نعم على اللسان ولا في الجنان"، وتصرفوا بلا تفويض. وأشارت لجنة الحزب المركزية، ونواتها الرفيق شي جين بينغ، بموقف واضح إلى أن قيادة الحزب هي مكمن لأساس وشريان حياة الحزب والدولة، وتتحلى بتأثير مباشر في مصالح ومصير أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد، ويجب على كل أعضاء الحزب الحفاظ بوعي على التوافق العالي مع لجنة الحزب المركزية من حيث الأيديولوجيا والسياسة والعمل، والارتقاء بمستوى ممارسة السلطة بالأساليب العلمية والديمقراطية وحسب القانون، وتحسين القدرة على التمسك بالاتجاه العام وتخطيط المصلحة العامة ووضع السياسات ودفع الإصلاح، لضمان إظهار دور النواة القيادية للحزب في السيطرة على الوضع العام والتنسيق بين مختلف الأطراف بصورة مستفيضة.

وطرح الحزب بوضوح أن قيادة الحزب هي شاملة ومنتظمة وكلية، وتعد كفالة تضامن الحزب ووحدته شريان حياة الحزب؛ وتمثل قيادة لجنة الحزب المركزية الممركزة والموحدة المبدأ الأعلى لقيادة الحزب؛ ويعتبر تعزيز قيادة لجنة الحزب المركزية الممركزة والموحدة وحمايتها مسؤولية سياسية مشتركة لكل الحزب، وأن التمسك بقيادة الحزب يتطلب أولا التأكيد على الوعي السياسي بموقف صريح، وضمان خضوع جميع أعضاء الحزب لقيادة لجنته المركزية. وقد أقرت الدورة الكاملة السادسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني بعض القواعد الخاصة بالأنشطة السياسية داخل الحزب في ظل الوضع الجديد، وأصدرت لجنة الحزب المركزية بعض أحكام مكتبها السياسي الخاصة بتعزيز قيادة لجنة الحزب المركزية الممركزة والموحدة وحمايتها، وذلك يهدف إلى التقيد التام بالانضباط السياسي والقواعد السياسية للحزب، وكبح ومعارضة الأنانية واللامركزية والليبرالية والانحياز المؤسساتي والإمعية وغيرها، وتطوير الثقافة السياسية الإيجابية السليمة داخل الحزب، ودفع بناء بيئة سياسية طيبة تسودها العادات النقية والجو المجتمعي القويم. وتطالب لجنة الحزب المركزية من الكوادر القيادية الحزبية تعزيز قدراتها السياسية على التقييم والاستيعاب والتنفيذ، ووضع "ما يهم المصالح الجوهرية للدولة "في اعتبارها، والإخلاص للحزب والخضوع لتوجيهاته وأداء كل واجباتها الموكلة لها من الحزب. وقد أكمل الحزب المنظومة المؤسسية لقيادته، ووطّد أنظمة قيادة الحزب لمجالس نواب الشعب والحكومات ومجالس المؤتمر الاستشاري السياسي والأجهزة الرقابية والقضائية والنيابية والقوات المسلحة والمنظمات الشعبية والمؤسسات الإنتاجية وغير الإنتاجية ومنظمات الحكم الذاتي الجماهيري في الوحدات القاعدية والتنظيمات المجتمعية، لضمان أداء الحزب دوره القيادي في مختلف المنظمات، كما يعمل على التمسك بالمركزية الديمقراطية، وإنشاء وإكمال أنظمة قيادة الحزب للأعمال الرئيسية، وتعزيز دور وظائف هيئات التنسيق لصنع القرارات ومناقشة الشؤون الرسمية للجنة الحزب المركزية، وتحسين آلية دفع تنفيذ القرارات المُهِمة للجنة المركزية للحزب، والتنفيذ الصارم لنظام طلب التوجيهات وتقديم التقارير إلى لجنة الحزب المركزية، وتعزيز الرقابة السياسية، وتعميق الجولات التفقدية السياسية، وإجراء تحقيقات في قضايا مخالفة خطوط الحزب ومبادئه وسياساته وتقويض القيادة الممركزة والموحدة للحزب ومعالجتها، وتصفية أفعال الوجهين والنفاق، للحفاظ على التوافق التام لكل الحزب مع لجنة الحزب المركزية من حيث الموقف السياسي والاتجاه السياسي والمبادئ السياسية والطريق السياسي.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، حظيت سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها الممركزة والموحدة بالضمان القوي، واكتملت المنظومة المؤسسية لقيادة الحزب باستمرار، وأصبح أسلوب قيادة الحزب أكثر علمية، وتحول الحزب كله إلى تنظيم أكثر وحدة في الفكر، وأكثر تضامنا في السياسة، وأكثر اتفاقا في العمل، وتعززت قدرة الحزب على القيادة السياسية والتوجيه الفكري وتنظيم الجماهير والجاذبية الاجتماعية بشكل ملحوظ.

(2) في صدد إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل

منذ بدء تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، ظل الحزب يتمسك بوجوب معالجة الحزب لشؤونه وإدارة أعضائه بانضباط صارم، فحقق منجزات ملحوظة في دفع عملية بناء الحزب إلى الأمام. وفي الوقت نفسه، بسبب أن الحزب كان غير قوي في معالجة شؤونه وغير صارم في إدارة أعضائه في فترة من الفترات، طرأت أزمة خطيرة في العقيدة السياسية لدى بعض أعضاء الحزب والكوادر، حيث أن المناخ في اختيار وتعيين الأشخاص ببعض المناطق والدوائر غير قويم، وظواهر الشكلية والبيروقراطية ونزعة المتعة ونزعة البذخ والتبذير شائعة، وعقلية الامتيازات الشخصية وظواهرها واسعة الانتشار نسبيا. وعلى وجه الخصوص، دأب عدد من الكوادر على تعيين أشخاص بناء على المحسوبية مع إقصاء المعارضين لهم، أو التكتل والتشرذم، أو تلفيق تقارير بتهم ضد الآخرين بلا توقيع وترويج شائعات ضدهم، أو شراء الدعم الشعبي من أجل كسب الأصوات، أو وعد أشخاص بمناصب ومكاسب وتبادل التهاني عند تنفيذ ذلك، أو العمل وفقا لأهوائهم والموافقة علنا والمعارضة سرا، أو التصرف كمن له ذيل ضخم يصعب تحريكه وإبداء ملاحظات طائشة تجاه لجنة الحزب المركزية، بحيث تشابكت المسائل السياسية والأخرى الاقتصادية، وأن مشاكل الاختلاس والفساد مريعة ورهيبة. وأثرت هذه الظواهر السبع سلبا في سمعة الحزب وهيبته، وأضرت على نحو خطير بالعلاقات بين الحزب والجماهير والأخرى بين الكوادر والجماهير، وأثارت تذمرا وسخطا شديدين وسط الجموع الغفيرة من أعضاء الحزب والكوادر والجماهير. وأكد الرفيق شي جين بينغ على ضرورة "كن حديدا قبل أن تكون حدَّادا"، وأن الشيء الأهم في إتقان شؤون الصين يكمن في الحزب، وفي وجوب معالجة الحزب لشؤونه وإدارة أعضائه بانضباط صارم وعلى نحو شامل. ولذا، يجب اتخاذ تعزيز بناء قدرة الحزب على ممارسة السلطة لمدة طويلة وبناء تقدّميته ونقائه خطا رئيسيا، والبناء السياسي الحزبي عاملا قياديا، وترسيخ المثُل العليا والعقيدة السياسية والمقاصد أساسا، وتعبئة حماسة جميع أعضاء الحزب ومبادرتهم وإبداعهم نقطةً لتوجيه الجهود، في سبيل مواصلة رفع جودة بناء الحزب، وبناء الحزب ليصبح حزبا حاكما ماركسيا مفعما بالنشاط والحيوية ويظل يسير في مقدمة العصر ويلقى التأييد الصادق من الشعب ويُقدِم على الثورة الذاتية ويصمد أمام مختلف اختبارات العواصف والأمواج. وظل الحزب يثابر على المبدأ العام المتجسد في الصرامة بيقظة وثبات يتمثلان في أننا نسير دائما على طريقنا، ويولي اهتماما بالغا لـ"الأقلية الحاسمة"، ويضطلع بالمسؤولية الرئيسية ومسؤولية الرقابة، ويعزز الرقابة وتنفيذ الانضباط والمساءلة، ويجعل إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل تسود في كافة أوجه بناء الحزب. وعقدت لجنة الحزب المركزية مؤتمرات عمل بناء الحزب في مختلف المجالات ووضعت ترتيبات قوية، مما عزز التقدم الشامل لبناء الحزب.

وتؤكد لجنة الحزب المركزية دوما على أن حزبنا نشأ من الشعب وتعمقت جذوره وسط الشعب ويخدم الشعب، وسيفقد حيويته إذا انفصل عن الجماهير، فلا بد من بدء إتقان إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل من معالجة مشكلة أسلوب العمل التي تشكو منها جماهير الشعب بإلحاح. وكانت لجنة الحزب المركزية تتخذ وضع الضوابط الثمانية الصادرة عن لجنة الحزب المركزية وتطبيقها نقطة انطلاق، وتثابر على بدء تنفيذها من المكتب السياسي للجنة الحزب المركزية ومن الكوادر القيادية، وذلك من أجل تحسين أسلوب العمل عبر جعل كوادر الحزب على المستوى الأعلى قدوة للكوادر الأخرى على المستوى الأدنى. ويعقد المكتب السياسي للجنة الحزب المركزية اجتماعات الأنشطة الديمقراطية سنويا للاستماع إلى تقارير عن أحوال تطبيق وتنفيذ الضوابط الثمانية وممارسة النقد والنقد الذاتي. وتعمل لجنة الحزب المركزية على معالجة مشاكل "الأساليب الشريرة الأربعة" بروح دق المسمار وبجهود دؤوبة، ومعارضة عقلية الامتيازات الشخصية وظواهرها، والكبح الحازم لتقديم الهدايا والأكل والشرب والسياحة على حساب المال العام والإسراف والتبذير وغيرها من النزعات غير السليمة، ومعالجة المشاكل البارزة التي تشكو منها الجماهير بشدة أو تضر بمصالحها، ودفع تخفيف الأعباء على الوحدات القاعدية، والدعوة إلى التقشف والترشيد ومعارضة البذخ والتبذير، مما وضع حدا لاتجاهات منحرفة كان يُعتقد أن كبحها من المستحيل في الماضي، وعالج مشكلات عميقة الجذور ومتراكمة على مدار سنوات عديدة، فبدا أسلوب عمل الحزب والجو السياسي والمعنويات الاجتماعية بمظهر جديد كل الجدة.

وظل الحزب يؤكد دائما على أنه لا بد لكل أعضاء الحزب من التمسك بالمثُل العليا والعقيدة السياسية الراسختين وإحكام الأطر التنظيمية والتقيد التام بالانضباط والقواعد. ويشكل الإيمان بالماركسية والمثُل العليا السامية الشيوعية والمثُل العليا المشتركة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية سندا معنويا وروحا سياسية للشيوعيين الصينيين، وكذلك أساسا أيديولوجيا للحفاظ على تضامن الحزب ووحدته. وتؤكد لجنة الحزب المركزية على أن المثُل العليا والعقيدة السياسية هما بمثابة "الكالسيوم" الروحي للشيوعيين، وبسبب غيابهما سينقصهم "الكالسيوم" روحيا، ويصابون بمرض "لين العظام"، مما يؤدي حتما إلى تغيير طبيعتهم سياسيا وجشعهم اقتصاديا وانحلالهم أخلاقيا وفسادهم في المعيشة. ويثابر الحزب على توجيه الجهود لبناء الحزب أيديولوجيا وإدارته مؤسسيا في آن واحد، حيث أجرى على التوالي حملة التثقيف والتطبيق الخاصة بالخط الجماهيري للحزب، وحملة التثقيف بموضوع "التشدد مع النفس في التهذيب الذاتي واستخدام السلطة والتقيد بالانضباط والتمسك بالصدق في تخطيط الأمور وريادة الأعمال والسلوك"، والحملة التثقيفية الخاصة بـ"دراسة دستور الحزب الشيوعي الصيني وقواعده ودراسة روح سلسلة الخطابات المهمة للأمين العام شي جين بينغ وضرورة تحلي أعضاء الحزب بالكفاءة"، وحملة التوعية بموضوع "عدم نسيان الغاية الأصلية ودوام تذكر الرسالة"، وحملة دراسة تاريخ الحزب الشيوعي الصيني والتثقيف به وغيرها، وذلك في سبيل تسليح الحزب كله بنظريات الحزب الابتكارية، ودفع بناء حزب سياسي داعٍ إلى الدراسة، وتوعية وإرشاد الجموع الغفيرة من أعضاء الحزب والكوادر وخاصة الكوادر القيادية لإصلاح النقائص بشكل جذري وتقوية الأصل والحيوية من حيث الأيديولوجيا، وتوطيد أساس العقيدة السياسية وتغذية الجسم بالكالسيوم روحيا ومراعاة ثبات عجلة القيادة الأيديولوجية، والحفاظ على الطابع السياسي الذي يتحلى به الشيوعيون والنهوض بقاماتهم الشامخة الاعتبارية. وطرح وطبق الحزب خطه التنظيمي في العصر الجديد، وحدد معيار الكادر الجيد في العصر الجديد والذي يتمثل في التحلي بالعقيدة السياسية الراسخة وخدمة الشعب والتفاني في العمل وفعل أشياء واقعية والإقدام على تحمل المسؤولية والحفاظ على الاستقامة والنزاهة، وأبرز الشروط في مجال المزايا السياسية وحدد الاتجاه المرشِد الصحيح في تعيين الأشخاص، وتمسك بمبدأ الجمع بين الأخلاق والكفاءة مع وضع الأخلاق في المقام الأول، وثابر على تعيين الكوادر بناء على الجدارة مهما كان منشأها، واعتبار قضية الحزب أسمى والحفاظ على العدالة والاستقامة، وعزم على عدم تقييم أداء الكوادر بناء على الأصوات أو الدرجات أو إجمالي الناتج أو العمر فقط، والامتناع عن الترشيح والاختيار العشوائيين للكوادر، وتعزيز دور المنظمات الحزبية في القيادة وضمان الجودة، وتقويم الاتجاهات غير السليمة في اختيار وتعيين الأشخاص. وطالب الحزب الكوادر القيادية على كل المستويات بأن تعالج بشكل جيد مسألة "الصمام الرئيسي" بشأن وجهة النظر حول العالم والحياة والقيم، وتحرص على السلطة وتراقبها بعناية وتستخدمها بحذر، وتقبل الرقابة من مختلف الجهات بوعي، وتضع في اعتبارها مشاطرة الحزب همومه وتكريس النفس للبلاد والعمل لخير الشعب على الدوام. ويتمسك الحزب بمبدأ إدارته للأكفاء، وينفذ سياسة أكثر استباقية وانفتاحا وفعالية بشأن الأكفاء، ويطبق بعمق إستراتيجية تقوية الوطن بالاعتماد على الأكفاء في العصر الجديد، ويبني مركزا عالميا لتأهيل الأكفاء المهمين ومناطق ابتكارية رائدة بوتيرة أسرع، حتى استقطاب الموهوبين من كل أنحاء العالم للانتفاع بكفاءاتهم. ويواصل الحزب إكمال أطره التنظيمية، ويعزز الوظائف السياسية والتنظيمية للمنظمات الحزبية باعتبار رفع القدرة التنظيمية نقطة جوهرية، وحدد اتجاها واضحا متمثلا في تركيز الجهود على الوحدات القاعدية من أجل دفع عملية التغطية الشاملة للمنظمات والأعمال الحزبية. ويتمسك الحزب بكون لوائح انضباطه أكثر صرامة من القوانين والربط بين تنفيذ لوائح الانضباط وتنفيذ القوانين، ويعمل على حسن استخدام "الأشكال الأربعة" للرقابة وتنفيذ الانضباط، وتشديد الانضباط السياسي والانضباط التنظيمي، لدفع إحكام جميع أوجه الانضباط الأخرى على نحو شامل. ويواظب الحزب على إدارته الذاتية وفقا للوائح والتقيد التام بدستور الحزب وتشكيل منظومة متكاملة نسبيا من اللوائح والأنظمة داخل الحزب والتنفيذ الصارم للقواعد المعنية، فارتفع مستوى العلمية والمَأسسة والمعايرة لبناء الحزب بشكل ملحوظ.

وتؤكد لجنة الحزب المركزية على أن الفساد هو أكبر تهديد يواجهه حزبنا في ممارسة السلطة لمدة طويلة، ومكافحة الفساد هي معركة سياسية كبرى لن يُسمح بالانهزام فيها ولا يمكننا تحمل ما يترتب على ذلك من عواقب. وإذا لم نُغضب آلاف الفاسدين، فسيغضب منا 1.4 مليار نسمة من الشعب، لذا، لا بد من حصر السلطة في الإطار المؤسسي، وتحديد السلطة ومعايرتها وتقييدها ورقابتها وفقا للانضباط والقانون. وظل الحزب يصر على دفع التقدم الكلي لبناء آلية تضمن عدم الجرأة على الفساد وعدم وجود إمكانية له والإحجام عنه، وتوجيه الجهود إلى العقاب والردع والتقيد المؤسسي وتعزيز الوعي في آن واحد، لضمان استخدام السلطة الممنوحة من الحزب والشعب في السعي إلى تحقيق سعادة الشعب من البداية حتى النهاية وعلى الدوام. ويثابر الحزب على مكافحة الفساد بما يتسم بانعدام أي منطقة محظورة على الرقابة والتغطية الشاملة وعدم التسامح إطلاقا، ويتمسك بالكبح الصارم والضغوط العالية الهائلة والقوة الرادعة الدائمة، ويواظب على التحقيق في سلوك الارتشاء والرشو معا، والتحقيق في كل قضية ومعاقبة كل فاسد، ويصر بثبات لا يتزعزع على "ضرب النمور والذباب" و"صيد الثعالب" بعزيمة لا تلين، وبشجاعة منقطعة النظير. ويعزم الحزب على معالجة مشاكل الفساد الحادثة بالقرب من الجماهير، ويعمق إجراء ملاحقة الفاسدين الهاربين واسترداد أموالهم غير الشرعية عالميا، بغية معاقبة جميع العناصر الفاسدة. ويركز الحزب على قضايا الفساد التي تتشابك فيها المسائل السياسية والأخرى الاقتصادية لتجنب تشكيل مجموعات مصلحية داخل الحزب، حيث حقق في قضايا مخالفات خطيرة للانضباط والقانون تورط فيها تشو يونغ كانغ، وبوه شي لاي، وسون تشنغ تساي، ولينغ جي هوا وغيرهم وعالجها وفقا للقانون. ويقود الحزب إكمال منظومة الرقابة للحزب والدولة، ودفع إنشاء لجنة الرقابة الوطنية ولجان الرقابة المحلية على مختلف المستويات، وتشكيل نمط التفاعل بين الجولات التفقدية والجولات التفتيشية، وإنشاء آلية متصفة بإبقاء الرقابة الداخلية للحزب مسيطرة وبالترابط والتناسق بين مختلف الأشكال الرقابية، وذلك في سبيل تشديد التقييد والرقابة على ممارسة السلطة.

ومن خلال خوض النضال بحزم منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، أُظهر تماما دور إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل في القيادة السياسية والضمان السياسي، وتعززت قدرة الحزب على التنقية الذاتية والتكميل الذاتي والتجديد الذاتي والترقية الذاتية بصورة واضحة، وتغير وضع التسامح والتراخي والتواني في إدارة الحزب لشؤونه وأعضائه بشكل جذري، وتحقق انتصار ساحق في مكافحة الفساد وتوطدت نتائجه بشكل شامل، وأُزيلت المخاطر الكامنة الخطيرة الموجودة داخل الحزب والدولة والجيش، وصار الحزب أكثر قوة من خلال الصقل الثوري.

(3) في صدد البناء الاقتصادي

منذ أن بدأت عملية الإصلاح والانفتاح، ظل الحزب يتمسك وثيقا بالبناء الاقتصادي باعتباره المهمة المحورية، ويقود أبناء الشعب للانكباب على العمل، مما خلق معجزة النمو الاقتصادي السريع، وجعل القوة الاقتصادية للبلاد تحقق طفرة كبرى. ولكن، في الوقت نفسه، تراكمت باستمرار التناقضات الهيكلية والمؤسسية للاقتصاد الوطني، وأصبحت مشاكل التنمية غير المتوازنة والمتناسقة والمستدامة بارزة للغاية، وذلك بسبب التركيز فقط على السعي إلى تحقيق النمو السريع وتوسيع حجم الاقتصاد وتبني نمط التنمية الأفقية في بعض المناطق والدوائر، بالإضافة إلى تداعيات الركود المتواصل للاقتصاد العالمي إثر تعرضه للأزمة المالية العالمية. وطرحت لجنة الحزب المركزية أن التنمية الاقتصادية في بلادنا قد شهدت الوضع الطبيعي الجديد، إذ أنها تحولت إلى مرحلة التنمية العالية الجودة من مرحلة النمو السريع، وواجهت وضع "تراكب ثلاث فترات" أي فترة التحول لمعدل النمو، وفترة المخاض للتعديل الهيكلي وفترة استيعاب آثار سياسات التحفيز الاقتصادي في الطور التمهيدي، وبات نمط التنمية التقليدي غير قابل للاستدامة. وأكدت لجنة الحزب المركزية أن تنفيذ الفكر التنموي الجديد يعد بمثابة إصلاح عميق يهم الوضع العام لتنمية بلادنا، ولا يمكننا مطلقا مواصلة التشبث بفكرة "تقدير البطل لمجرد إسهامه في زيادة معدل نمو الناتج الإجمالي"، ولا مفر لنا من تحقيق التنمية العالية الجودة التي تتخذ الابتكار أكبر قوة محركة لها والتناسق سمتها المولَدة داخليا والخضرة شكلا عاما لها والانفتاح سبيلها الوحيد والتقاسم هدفها الأصلي، لدفع تحول التنمية الاقتصادية من حيث جودتها وفعاليتها وقوتها المحركة.

وعزز الحزب التخطيط الإستراتيجي والقيادة الموحدة للعمل الاقتصادي، وأكمل النظام والآلية الخاصين بقيادة الحزب للعمل الاقتصادي. وفي الدورة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب والمؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب والدورة الكاملة الخامسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب وسلسلة من اجتماعات العمل الاقتصادي المركزي، ركزت لجنة الحزب المركزية على وضع التخطيطات والترتيبات لتنمية بلادنا، وتبنت قرارات بالغة الأهمية تتعلق باتخاذ متابعة التنمية العالية الجودة موضوعا رئيسيا والإصلاح الهيكلي لجانب العرض خطا رئيسيا وبناء النظام الاقتصادي الحديث والتمسك بالنقطة الأساسية الإستراتيجية المتمثلة في توسيع الطلب المحلي وإجادة العمل على كسب المعارك الحاسمة الثلاث أي الوقاية من المخاطر الكبرى وإزالتها والقضاء على الفقر بتدابير دقيقة وهادفة ومكافحة التلوث ومسبباته. وظل الحزب يعمل على نحو لا يتزعزع في توطيد وتطوير اقتصاد القطاع العام، وتشجيع ودعم وإرشاد تنمية اقتصاد القطاع غير العام، وتأييد عملية صيرورة رؤوس الأموال الحكومية والمؤسسات الحكومية أقوى وأفضل وأكبر، وإنشاء النظام الحديث للشركات ذي الخصائص الصينية، وتعزيز قطاع الاقتصاد العام من حيث قدراته على المنافسة والابتكار والسيطرة وتوسيع نطاق تأثيره ومكافحة المخاطر؛ وبناء علاقة وثيقة ونزيهة بين الحكومة ورجال الأعمال، وحفز تنمية الاقتصاد غير العام على نحو سلس وتنشئة الشخصيات الاقتصادية الاعتبارية في القطاع غير العام بشكل سليم. وواصل الحزب المثابرة على تنفيذ إستراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار، واتخاذ تحقيق الاعتماد على الذات علميا وتكنولوجيا سندا إستراتيجيا لتنمية البلاد، وتوطيد النظام الوطني الجديد الطراز، وتعزيز القوة العلمية والتكنولوجية الإستراتيجية للدولة، وتقوية البحوث الأساسية، وتحفيز التغلب على المشاكل المستعصية في مجال التكنولوجيا الحاسمة والجوهرية والابتكار المستقل، وتعزيز خلق ملكية فكرية مستقلة وحمايتها واستغلالها، وتسريع بناء دولة مبتكرة ودولة قوية علميا وتكنولوجيا على مستوى العالم. وظل الحزب يهتم بتنفيذ الإصلاح الهيكلي لجانب العرض على نحو شامل، وتعزيز خفض القدرات المفرطة والمخزون الفائض والاستدانة والتكاليف وتقوية نقاط الضعف، وتطبيق المطالب الداعية إلى "التوطيد والتقوية والترقية والتفعيل"، ودفع بناء بلادنا لتحويلها إلى دولة قوية في التصنيع، والإسراع في تطوير النظام الصناعي الحديث، وتقوية الاقتصاد الحقيقي، وتطوير الاقتصاد الرقمي. وظل الحزب يركز العمل على تحسين حوكمة الاقتصاد الكلي، وابتكار أفكار وأساليب للتنسيق والسيطرة الكلية، وتعزيز استقلالية السياسة الكلية، وتنفيذ السياسة المالية النشطة والسياسة النقدية المستقرة، ومواصلة دفع تبسيط الإجراءات الإدارية وتخويل الصلاحيات للسلطات المحلية والجمع بين التخويل والسيطرة وتحسين الخدمات، وضمان الأمن الغذائي وأمن الطاقة والموارد وأمن سلسلتي الصناعة والتوريد، والتمسك بخدمة القطاع المالي للاقتصاد الحقيقي، وتشديد الرقابة الشاملة على الأعمال المالية، والوقاية من مخاطر القطاع المالي وإزالتها، وتقوية رقابة وإدارة السوق وإكمال أنظمة ولوائح مكافحة الاحتكار، والحيلولة دون التوسع العشوائي لرأس المال، وحماية نظام السوق، وإذكاء حيوية كيانات السوق بشتى أنواعها وخاصة المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، وحماية حقوق ومصالح جموع الكادحين والمستهلكين. ونفذ الحزب إستراتيجية التنمية الإقليمية المُنسَّقة، والتعجيل بالتنمية المُنسَّقة لمنطقة بكين - تيانجين خبي وتنمية الحزام الاقتصادي لنهر اليانغتسي وبناء منطقة خليج قوانغدونغ - هونغ كونغ - ماكاو الكبرى والتنمية المتكاملة لدلتا نهر اليانغتسي والحفاظ على البيئة والتنمية العالية الجودة فى حوض النهر الأصفر، وبناء منطقة شيونغآن الجديدة وفقا لمتطلبات المعايير والجودة العاليتين، ودفع تشكيل نمط جديد من التنمية الواسعة النطاق فى الإقليم الغربي، وحفز تحقيق اختراقات جديدة في إنهاض مناطق الشمال الشرقي، وتعزيز التنمية العالية الجودة في مناطق وسط البلاد، وتشجيع المناطق الشرقية على تسريع التحديث، ودعم المناطق الثورية القديمة والمناطق المأهولة بالأقليات القومية والمناطق الحدودية والمناطق الفقيرة لتحسين ظروف الإنتاج والمعيشة فيها. ودفع الحزب الحضرنة الجديدة الطراز مع اتخاذ الإنسان محورا لها، وعزز تخطيط المدن وبنائها وإدارتها. واتخذ الحزب دوما حُسن معالجة مسائل الزراعة والمناطق الريفية والفلاحين أولوية قصوى لأعمال الحزب كله، وركز الجهود على تنفيذ إستراتيجية النهضة الريفية، والتعجيل بدفع تحديث الزراعة والأرياف، والتمسك بتنفيذ إستراتيجية إنتاج المحاصيل الغذائية على أساس إدارة الأراضي الزراعية والتطبيقات التكنولوجية، وتطبيق أصرم نظام ممكن لحماية الأراضي الزراعية، وتعزيز الاعتماد على الذات وتقويتها في مجال العلوم والتكنولوجيا بقطاع إكثار البذور، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من موارد الأصول الوراثية القابلة للسيطرة عليها، وضمان الإمساك جيدا بمورد رزق الصينيين في أيديهم.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، تحقق تحسن ملموس في التوازن والتنسيق والاستدامة للتنمية الاقتصادية في بلادنا، وتجاوز إجمالي الناتج المحلي حاجز الـ100 تريليون يوان، وتجاوز نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 10 آلاف دولار أمريكي، وبلغت القوة الاقتصادية والقدرات العلمية والتكنولوجية والقوة الوطنية المركبة آفاقا جديدة، وأخذ اقتصاد بلادنا يتطور على طريق التنمية الأعلى جودةً وفعاليةً والأكثر عدالةً واستدامةً وسلامةً.

(4) في صدد تعميق الإصلاح والانفتاح على نحو شامل

وبعد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب، مرت عملية الإصلاح والانفتاح في بلادنا بمسيرة حافلة بالأحداث، مُحقِقة منجزات لافتة لأنظار العالم. ومع تطور الممارسات، ظهرت تدريجيا المشكلات العميقة الأبعاد الناتجة عن الأنظمة والآليات وحواجز ترسيخ المصالح المكتسبة غير المنصِفة، ودخل الإصلاح مرحلة تسوية المشاكل المستعصية ومنطقة المياه العميقة. وقد أدركت لجنة الحزب المركزية بعمق أن تطور الممارسات وتحرير العقول لن تكون لهما حدود أبدا، كما أن عملية الإصلاح والانفتاح لا حدود لها أيضا، وسيتواصل تنفيذ الإصلاح ولن تكون له نهاية وشيكة، وأن التوقف أو التراجع ليس له مستقبل واعد، فلا بد لنا من دفع تعميق الإصلاح على نحو شامل بشجاعة سياسية وحكمة أكبر، والجرأة على أداء المهمات الشاقة، وتحدي الشدائد، ولا بد من وضع بناء الأنظمة في مكانة بارزة، والاهتمام بتواصل الإصلاح وترابطه، والتعجيل بالإصلاح بصورة جدية، وإزالة العيوب الناجمة عن النظم والآليات في شتى الميادين على نحو فعال.

ووضعت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب التخطيط العام لإجراء الإصلاح للنظام الاقتصادي والنظام السياسي والنظام الثقافي والنظام الاجتماعي والنظام الحضاري الإيكولوجي وإصلاح الدفاع الوطني والجيش وإصلاح نظام البناء الحزبي، كما طرحت الهدف العام ومركز الثقل الإستراتيجي وأسبقية الأعمال واتجاه الاندفاع الرئيسي وآلية العمل وأسلوب الدفع والجدول الزمني وخارطة الطريق لتعميق الإصلاح على نحو شامل. وقد تحلّت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب بمغزى تاريخي عظيم، حيث استهلت مرحلة جديدة من الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية. وأما الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب، فقد تحلّت بمغزى تاريخي عظيم أيضا، إذ أن من خلالها تحول الإصلاح من الاستكشاف الجزئي وكسر الجليد وتحطيم الحصار إلى تكامل الأنظمة والتعميق الشامل، مما دشن الوضع الجديد للإصلاح والانفتاح في بلادنا.

وظل الحزب يتمسك بالاتجاه الصحيح للإصلاح، متخذا تعزيز الإنصاف والعدالة الاجتماعيين وزيادة رفاهية الشعب نقطة بداية ونهاية لكل أعمال الحزب، كما ظل يتمسك باتجاه حل المشاكل، ويركز على مواصلة تحرير العقول، وإطلاق العنان للقوى المنتجة الاجتماعية وتطويرها، وإطلاق العنان للحيوية الاجتماعية وتقويتها، وتعزيز التصميم الرفيع المستوى إلى جانب التنسيق والتخطيط العامين، وتعزيز انتظام الإصلاح وتكامله وتناسقه، وإذكاء روح المبادرة لدى الشعب، ودفع الإصلاح في المجالات الحيوية والحلقات المفتاحية لتقدمه من حيث العمق والجوهر. وقد دفع الحزب عملية الإصلاح لتسير على نحو يشهد تقدما شاملا، واختراقات في العديد من المجالات، حتى يمضي نحو التعمق على غرار "جوادٌ أصيل يركض بخطوات سريعة وثابتة" نحو التعمق، وبدأنا الإصلاح مثل بناء المسكن، الذي يلزم انطلاقه من الأساس والهيكل، ثم دفعناه ليتقدم على نحو شامل ويشكل الاتجاه العام، حتى تتكامل الأنظمة بالتنسيق والكفاءة العالية، حيث أُنشئ الإطار المؤسسي الأساسي في مختلف المجالات من حيث الأساس، وتحقق التحول التاريخي وإعادة التنظيم على نحو منهجي وعمومي في مجالات كثيرة.

وأدركت لجنة الحزب المركزية بعمق أن الانفتاح يجلب التقدم، والانغلاق يؤدي حتما إلى التخلف؛ وإذا كانت تنمية بلادنا تريد الفوز بالتفوق والمبادرة والمستقبل، فلا بد لها من ركوب قطار العولمة الاقتصادية، وتنفيذ إستراتيجية الانفتاح الأكثر نشاطا ومبادرة، استنادا إلى تفوق سوق بلادنا بحجمها الضخم. وتثابر بلادنا دوما على مبادئ التشاور والتشارك والتنافع، ودفع التنمية العالية الجودة للتشارك في بناء "الحزام والطريق"، والتعجيل ببناء عدد كبير من مشاريع التعاون التي تهم التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة شعوب البلدان الواقعة على امتداد الحزام والطريق، بهدف بناء "الحزام والطريق" وتحويلهما إلى طريق سلمي ومزدهر ومنفتح وأخضر وابتكاري وحضاري، وتحويل هذه المبادرة إلى منفع عام دولي ومنصة للتعاون الدولي تحظى بتجاوب وإقبال كبيرين في عالم اليوم. وتتمسك بلادنا بالحفز المتبادل بين الانفتاح على الداخل والانفتاح على الخارج والدمج بين "الجلب" و"التوجه نحو الخارج" على خير وجه، ودفع عملية تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وبناء شبكة ذات توجه عالمي من مناطق التجارة الحرة ذات المعايير العالية، وإنشاء مناطق التجارة الحرة التجريبية وميناء هاينان للتجارة الحرة، ودفع الانفتاح المؤسسي القائم على القواعد والنماذج والأنظمة والإدارة والمعايير وغيرها، وخلق نمط جديد لانفتاح أوسع نطاقا وأفسح مجالا وأعمق بعدا على العالم الخارجي، وبناء نظام الاقتصاد المنفتح المتصف بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك وبالتوازن المتعدد العناصر وبالأمن والفعالية العالية، ومواصلة تقوية مزايا تفوق جديدة لبلادنا في كل من التعاون الاقتصادي الدولي والمنافسة الدولية.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، واصل الحزب دفع تعميق الإصلاح الشامل ليتقدم إلى الأمام أفقيا ورأسيا، مما جعل نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية أكثر نضوجا وتبلورا، وتحسن مستوى تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها باطراد، وانبعثت في قضايا الحزب والدولة حيوية جديدة.

(5) في صدد البناء السياسي

ومنذ بدء عملية الإصلاح والانفتاح، واصل الحزب قيادة الشعب في التمسك بطريق التنمية السياسية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتطوير الديمقراطية الاشتراكية، مُحقِقا تقدما مهما. ومن مزايا ونواقص التطور السياسي داخل البلاد وخارجها، أدرك الحزب بعمق أن ترسيخ الثقة بنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية يحتاج أولا إلى ترسيخ الثقة بالنظام السياسي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، فمن الحتمي أن تُبنى السياسة الديمقراطية الاشتراكية، وتُطور الحضارة السياسية الاشتراكية على شرط أن تجعل جذور النظام السياسي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية تتعمق في أرض المجتمع الصيني، ولن يُكتب النجاح لمحاكاة النظام السياسي في البلدان الأخرى عشوائيا، بل قد يؤدي ذلك إلى تدمير مصير البلاد المستقبلي. ولا بد لنا من المثابرة على الدمج العضوي بين التمسك بقيادة الحزب وكون الشعب سيدا للبلاد وحكم الدولة طبقا للقانون، وتطوير الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، وإكمال المنظومة المؤسسية الشاملة والواسعة والمتصفة بالترابط العضوي لكون الشعب سيدا للدولة، وإنشاء قنوات الديمقراطية السلسة والمنتظمة بمختلف أشكالها، مع تنويع أنماط الديمقراطية، وتوسيع نطاق المشاركة السياسية الشعبية المنتظمة على مختلف المستويات والمجالات، وجعل مختلف الأنظمة وحوكمة الدولة تجسد إرادة أبناء الشعب وتضمن حقوقهم ومصالحهم وتفجر حيويتهم الابتكارية. ولا بد لنا من الحفاظ على اليقظة العالية والاحتراس من إفساد وتأثير مما يسمى بـ"الحكم الدستوري" وتناوب الأحزاب المتعددة على الحكم و"مجابهة بين ثلاث سلطات" وغيرها من التيارات الأيديولوجية في الغرب.

وسلطت الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الضوء على ممارسة الحزب للحكم الطويل المدى والاستقرار السياسي الدائم للدولة، ووضعت التخطيط العام للتمسك بنظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وإكماله ودفع عجلة تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها، مع تركيز العمل على التمسك بالأنظمة الرئيسية والأساسية والمهمة التي تدعم نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وإكمالها. وأكدت لجنة الحزب المركزية أنه لا بد لنا من التمسك بمكانة الشعب كقوام، وضمان مشاركته في الانتخابات الديمقراطية والتشاورات الديمقراطية وصنع القرارات بالطرق الديمقراطية والإدارة الديمقراطية والمراقبة الديمقراطية طبقا للقانون. وظل الحزب يتمسك بنظام مجلس نواب الشعب ويعمل على إكماله ودعم وضمان ممارسة الشعب سلطة الدولة بواسطة مجلس نواب الشعب، ودعم مجلس نواب الشعب وضمان ممارسته سلطات التشريع والرقابة والاعتماد والتصديق والتعيين والعزل وفقا للقانون، والتقصي والمعالجة الحازمة لقضايا التماس كسب الأصوات واستخدام الرشوة في الانتخابات، وحماية سلطة وهيبة نظام مجلس نواب الشعب، وإظهار دوره باعتباره النظام السياسي الأساسي. وظل الحزب يعمل أيضا على إكمال والتمسك بنظام التعاون بين الأحزاب المتعددة والمشاورات السياسية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وأيضا إكمال أنظمة بخصوص ممارسة اللجان المركزية لمختلف الأحزاب الديمقراطية رقابة خاصة على أحوال تنفيذ القرارات والترتيبات الهامة وتقديمها اقتراحات للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني مباشرة، وتعزيز بناء نظام المجلس الاستشاري السياسي للشعب الصيني كجهاز استشاري متخصص، ودفع تطوير الديمقراطية التشاورية الاشتراكية على نحو واسع ومتعدد المستويات ومؤسسي، وبناء منظومة للديمقراطية التشاورية ذات الخصائص الصينية. وواصل الحزب اهتمامه بتوطيد السلطة السياسية في الوحدات القاعدية، وإكمال نظام الديمقراطية القاعدية ونظام علانية تصريف الأمور، لضمان حقوق الشعب في المعرفة والمشاركة والتعبير والرقابة. ويعمل الحزب على تعميق إصلاح أجهزة الحزب والدولة على نحو شامل، حيث حققت أجهزة الحزب والدولة إعادة التنظيم الشامل لوظائفها بصورة منهجية، وكان ذلك يسير بمقتضى مبادئ التمسك بقيادة الحزب الشاملة والتمحور حول الشعب والتحسين والتنسيق والكفاءة العالية وحكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل. ويثابر الحزب على نظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات القومية وإكماله، وسلك الطريق الصحيح ذي الخصائص الصينية لمعالجة مسائل القوميات على نحو لا يتزعزع، وترسيخ الوعي بأن الأمة الصينية هي مجموعة مصير مشترك باعتباره الخط الرئيسي لعمل القوميات للحزب، كما حدد البرنامج الشامل لحكم منطقة التبت والآخر لحكم منطقة شينجيانغ في العصر الجديد، وكل ذلك بهدف توطيد وتطوير العلاقات بين القوميات الاشتراكية القائمة على المساواة والتضامن والتضافر والتناغم، وتحفيز التضامن والكفاح جنبا إلى جنب والازدهار والتنمية المشتركة لكافة القوميات. وظل الحزب يتمسك بسياسة الحزب الأساسية الخاصة بالشؤون الدينية، وباتجاه إضفاء الطابع الصيني على الأديان في بلادنا، والمبادرة إلى إرشاد الممارسات الدينية للتأقلم مع المجتمع الاشتراكي. ويعمل الحزب على تحسين نمط أعمال الجبهة المتحدة الكبرى، وإيجاد قاسم مشترك أكبر ورسم أوسع دائرة متحدة المركز، سعيا وراء حشد قوى جبارة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. ويعمل الحزب على دفع الإصلاح والابتكار للأعمال الخاصة بالمنظمات الجماهيرية بالتمحور حول حفظ وترسيخ طابعها السياسي وتقدميتها وشعبيتها، لتجويد أداء دور نقابات العمال وعصبة الشبيبة الشيوعية واتحاد النساء وغيرها من الجماعات الشعبية والمنظمات الجماهيرية. ويعمل كذلك على دفع تطوير قضية حقوق الإنسان على نحو شامل باعتبار حماية حقوق حياة وتنمية الإنسان كأولويات لها.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، تقدمت إلى الأمام السياسة الديمقراطية الاشتراكية في مأسستها ومعايرتها وبرمجتها على نحو شامل، وشهد النظام السياسي للاشتراكية ذات الخصائص الصينية إظهارا أفضل لمزاياه المتفوقة، وتوطد وتطور الوضع السياسي الزاخر بالحيوية والنشاط والاستقرار والتضامن.

(6) في صدد حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل

وبعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، ظل الحزب يتمسك بحكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل ويواصل دفع بناء حكم القانون الاشتراكي. ولكن، في الوقت نفسه، ما زالت المشاكل الخطيرة من "تجاهل القانون وتراخي تنفيذه والظلم القضائي وعدم معاقبة مخالفي القانون" قائمة، وتحدث ظواهر الفساد القضائي بين حين وآخر، وسخَّر بعض العاملين في أجهزة تنفيذ القانون والقضاء القانون لمنفعة المحاسيب حتى قاموا بدور مظلة الحماية للمجرمين، الأمر الذي أضّر سلطة حكم القانون بشكل شديد، وترك تأثيرا سلبيا في الإنصاف والعدالة الاجتماعيين بصورة خطيرة. وأدرك الحزب بعمق أن السلطة بمثابة "سيف ذي حدين"، إذا مُورست وفقا للقوانين والقواعد أسعدت الشعب، ولكن من المؤكد أن تضّر ممارستها المخالفة للقانون واللوائح بالدولة والشعب. وأكدت لجنة الحزب المركزية على أنه إذا تعزز حكم القانون ازدهرت الدولة، وإذا ضعف حكم القانون، اضطربت الدولة؛ وكان حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل هو مطلب جوهري وضمان مهم للاشتراكية ذات الخصائص الصينية وثورة عميقة لحوكمة الدولة؛ وإن المثابرة على حكم الدولة وفقا للقانون تتطلب أولا التمسك بحكم الدولة وفقا للدستور، وإن المثابرة على ممارسة الحكم طبقا للقانون تتطلب أولا التمسك بممارسة الحكم طبقا للدستور. ويتعين التمسك بانتهاج طريق حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، وتطبيق نظرية حكم القانون الاشتراكي ذي الخصائص الصينية، والتمسك بالدفع المشترك لحكم الدولة وفقا للقانون وتولى الحكم حسب القانون وممارسة الإدارة استنادا إلى القانون في آن واحد ، والمثابرة على البناء التكاملي للدولة والحكومة والمجتمع طبقا لحكم القانون، وتعزيز الوعي والقدرة على احترام القوانين ودراستها والالتزام بها واستخدامها في المجتمع كله بشكل شامل.

أجرت الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب ومؤتمر العمل المركزي حول حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، دراسة خاصة لموضوع حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، حيث وضع تصميم علوي وترتيب مهم بشأن التشريع بالوسائل العلمية وتنفيذ القوانين بصرامة وممارسة العدالة القضائية والتزام كل الشعب بالقانون، والتخطيط الشامل لدفع بناء أنظمة للمعايرة القانونية وممارسة الحكم المُستنِد إلى القانون ورقابته وضمانه إلى جانب بناء منظومة القوانين واللوائح داخل الحزب.

وأكد الحزب على أن الشعب هو أوسع وأعمق أساس لحكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، ومن الضروري وضع تجسيد مصالح الشعب والتعبير عن تطلعاته وحماية مصالحه وزيادة رفاهيته موضع التنفيذ في كافة المجالات وكل العمليات المتعلقة بحكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، وضمان الإنصاف والعدالة الاجتماعيتين ودفعهما، والعمل على تمكين جماهير الشعب من الشعور بالإنصاف والعدالة في كل نظام قانوني وكل قرار تنفيذ قانون وكل قضية عدلية. وتحت قيادة الحزب، أُكملت الأنظمة والآليات الضامنة لتنفيذ الدستور على نحو شامل، وأُقيم نظام أداء اليمين الدستورية، وعُممت روح حكم القانون الاشتراكي، ورُفعت قدرة هيئات الدولة على أداء وظائفها طبقا للقانون، وحُسنت قدرة الكوادر القيادية من شتى المستويات على حل المشاكل وعُززت التنمية باستخدام عقلية وأسلوب حكم القانون، وعُزز أيضا الوعي بحكم القانون في المجتمع كله. وقد أُجيز مشروع تعديل الدستور، ووُضع القانون المدني وقانون الاستثمارات الأجنبية وقانون الأمن الوطني وقانون الرقابة، وعُدّل قانون التشريع، وقانون الدفاع الوطني وقانون حماية البيئة، وعُزز عمل التشريع في المجالات المُهِمة والناشئة والمتعلقة بالأطراف الأجنبية، وعُجّل إكمال منظومة القوانين الاشتراكية ذات الخصائص الصينية باعتبار الدستور نواة لها. وبقيادة الحزب، تعززت عملية تعميق إصلاح النظام القضائي باتخاذ نظام المسؤولية القضائية مركز ثقل لها، ودفع تعميق الإصلاح على نحو شامل بشأن القضاء وإنفاذ القانون، وتقوية الرقابة على أعمال تنفيذ القانون وممارسة القضاء وتقييدها، وشن أنشطة توعية وتقويم صفوف العاملين في قطاع القضاء، وتصحيح الأحكام القضائية الظالمة والملفقة أو الخاطئة وفقا للقانون، ومعاقبة مرتكبي الفساد بصرامة في عملية تنفيذ القانون وممارسة القضاء، لضمان عدالتها ونزاهتها وفعاليتها العالية وموثوقيتها.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، تواصل إكمال منظومة حكم القانون ذي الخصائص الصينية، وتقدم بناء الصين الخاضعة لسيادة القانون بخطوات راسخة، وأدى افساح المجال لحكم القانون دورا بصورة أكثر في توطيد الأساس والحفاظ على استقرار التوقعات وإفادة المستقبل، وتحسنت قدرة الحزب على قيادة وإدارة الدولة بأسلوب حكم القانون بصورة ملموسة.

(7) في صدد البناء الثقافي

بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، ظل الحزب يتمسك بتطوير الحضارة المادية والحضارة الروحية والاهتمام بهما على حد سواء، ويدفع ازدهار وتطور الثقافة الاشتراكية، مما أذكى الروح الوطنية وحشد القوي الوطنية. وفي الوقت نفسه، كانت الاتجاهات الفكرية الخاطئة مثل عبادة المال ونزعة المتعة والفردية المتطرفة والعدمية التاريخية تظهر بين حين وآخر، والظواهر الفوضوية تتكاثر في حقل الرأي العام السيبراني، وبعض الكوادر القيادية يفتقر إلى الموقف السياسي الواضح وروح الكفاح، الأمر الذي أثر بشكل خطير على أيديولوجيا المواطنين وبيئة الرأي العام الاجتماعي. واستوعب الحزب بشكل دقيق اتجاه التفاعل بين مختلف الأفكار الأيديولوجية والثقافات على نطاق العالم والتغير العميق للمفاهيم الأيديولوجية في مجتمع بلادنا، وأكد على أن الأعمال الأيديولوجية أعمال لترسيخ مركز البلاد وروح الأمة، وأن الثقة الذاتية الثقافية هي ثقة ذاتية أكثر أساسا واتساعا وعمقا، وأكثر قوة تجذرا ورسوخا ودواما خلال مسيرة تنمية أي دولة وأمة، وأنه لا توجد نهضة عظيمة للأمة الصينية دون الثقة الذاتية الثقافية ذات الدرجة العالية وازدهار الثقافة. ومن الضروري التمسك باتجاه العمل الذي يعتبر الشعب محورا له، ورفع راية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتوحيد إرادة الشعب وتنشئة الأجيال الجديدة وتنشيط الثقافة الصينية وإظهار الصورة الوطنية، والإمساك القوي بزمام القيادة في الأعمال الأيديولوجية، وبناء أيديولوجيا اشتراكية ذات قوة تماسكية وإرشادية جبارة، وبناء دولة اشتراكية قوية ثقافيا، وإذكاء حيوية الأمة كلها في الإبداع والابتكار الثقافيين، لتشكيل الروح الصينية والقيم الصينية والقوة الصينية بصورة أفضل، وتوطيد الأساس الأيديولوجي المشترك لتضامن وكفاح جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في عموم البلاد.

وركز الحزب جهوده على تسوية مشكلة إضعاف قيادة الحزب في الأعمال الأيديولوجية، وعمل بعزيمة على تحطيم القديم وبناء الجديد في آن واحد وتشجيع الاتجاهات السليمة لتحل محل نظيراتها الخبيثة، واتخذ ترتيبات بشأن العديد من المسائل الإستراتيجية والمحدِّدة للاتجاه في المجال الأيديولوجي، وحدد وتمسك بالنظام الأساسي لضمان مكانة الماركسية كمرشد في هذا المجال، وأكمل نظام المسؤولية عن الأعمال الأيديولوجية لدفع الحزب كله إلى الاهتمام بالعمل الإعلامي والأيديولوجي حتى تكون المسؤولية على مَنْ في موقع العمل، ويجب عليه تحمل مسؤوليته والالتزام بها والجرأة على احتواء المشاكل ومعالجتها ومكافحة الأقوال والأفعال الخاطئة، ومعارضة ومقاومة وجهات النظر الخاطئة بشتى أنواعها بموقف واضح. وعزز الحزب أعماله الإعلامية والأيديولوجية انطلاقا من معالجة المشاكل من جذورها، حيث عقد اجتماعا وطنيا للعمل الإعلامي والأيديولوجي، واجتماعات بشأن أعمال الآداب والفنون وعمل الرأي العام الإعلامي للحزب وأعمال الأمن السيبراني والمعلوماتية، وندوة حول أعمال الفلسفة والعلوم الاجتماعية واجتماعا وطنيا للأعمال الأيديولوجية والسياسية للجامعات على حدة، فقد تم توضيح الموقف المبدئي تجاه سلسلة من المسائل الأساسية، وتمييز الحق والباطل نظريا، وتصحيح الاتجاه الإرشادي للأعمال، مما جعل وضع التقدم والتحسن في مجال الثقافة والأيديولوجيا يتطور بشكل مطرد. وعمل الحزب على دفع تسليح جميع أعضائه وتثقيف الشعب وإرشاد الممارسات بنظرياته الابتكارية، وتعميق بحث وبناء النظريات الماركسية، وتعزيز بناء منظومة الفروع العلمية للفلسفة والعلوم الاجتماعية الصينية الخصائص ومنظومة بحثها الأكاديمي ومنظومة التعبير عنها. وأولى الحزب بالغ الاهتمام لبناء وابتكار وسائل البث والنشر، ودفع التنمية الاندماجية بين الوسائل الإعلامية، لزيادة قدرة الرأي العام الإعلامي على النشر والتوجيه وتعزيز تأثيره ومصداقيته. وقد أشارت لجنة الحزب المركزية بوضوح إلى أنه دون عبور عقبة شبكة الإنترنت، لا نستطيع عبور المانع في تولي الحكم الطويل الأمد. وعلق الحزب أهمية كبيرة على شبكة الإنترنت باعتبارها موقعا أساسيا وميدانا رئيسيا ومركزا أماميا للنضال الأيديولوجي، وأكمل نظام توجيهها وإدارتها، وتمسك بإدارتها وحوكمتها حسب القوانين، لخلق فضاء سيبراني نظيف وصاف.

والتزم الحزب بقيادة البناء الثقافي بمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، واهتم باستخدام الثقافة الاشتراكية المتقدمة والثقافة الثورية والثقافة التقليدية الصينية الممتازة في غرس الجذور وتشكيل الروح، وشن حملة واسعة النطاق للتوعية والتثقيف بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وحلم الصين، ودفع عملية الاستدامة ومَأسسة التوعية بشأن المثُل العليا والعقيدة السياسية، وأكمل منظومة الأعمال الأيديولوجية والسياسية، حيث أنشأ وأكمل الحزب نظام الثناء على المآثر والشرف لكل الحزب والدولة، وحدد يوم إحياء ذكرى الشهداء، وعمق الأنشطة الجماهيرية لبناء الحضارة الروحية، وأسس مراكز أنشطة حضارة العصر الجديد، لدفع بناء دولة كبيرة داعية إلى الدراسة. وحث الحزب على دراسة تاريخه وتاريخ الصين الجديدة وتاريخ الإصلاح والانفتاح وتاريخ تطور الاشتراكية، حيث تم إنشاء معرض تاريخ الحزب الشيوعي الصيني، وإجراء أنشطة الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني والذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والذكرى الـ90 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني والذكرى الـ40 لإطلاق عملية الإصلاح والانفتاح والذكرى الـ70 للانتصار في حرب مقاومة الشعب الصيني العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية والذكرى الـ70 لخروج جيش المتطوعين من الشعب الصيني من البلاد لخوض حرب مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا وغيرها، مما أظهر بقوة إرادة الحزب والشعب والقوة الوطنية والعسكرية، وجعل الأفكار السليمة سائدة في المجتمع كله وعمم الطاقة الإيجابية. وتمسك الحزب بوضع المنافع الاجتماعية في المقام الأول والجمع بين المنافع الاجتماعية والأخرى الاقتصادية، ودفع التنمية الشاملة للمشاريع الثقافية والقطاع الثقافي، وتنشيط الإبداعات الأدبية والفنية، وإكمال وتحسين نظام الخدمات الثقافية العامة، مما وفر المزيد من الغذاء المعنوي الأفضل للشعب.

وتؤكد لجنة الحزب المركزية على أن الثقافة التقليدية الصينية الممتازة هي تفوق بارز للأمة الصينية، وأساس لتثبيت أقدامنا في خضم التفاعل بين مختلف الثقافات العالمية، ويجب إتقان توارثها وتطويرها في ضوء ظروف العصر الجديد. وعملنا على تنفيذ مشروع توارث وتطوير الثقافة التقليدية الصينية الممتازة، ودفع عملية تحويلها الخلَّاق وتنميتها الابتكارية، وتعزيز وعي المجتمع كله بحماية الآثار الثقافية، وزيادة القوة لحماية التراث الثقافي. وأسرعنا في بناء قدرتنا الإعلامية الدولية، وأجدنا رواية قصص الصين والحزب الشيوعي الصيني للعالم، ونشرنا صوت الصين إلى الخارج بشكل جيد، وشجعنا التبادل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات الإنسانية، بحيث ارتفعت القوة الناعمة الثقافية الوطنية وتأثير الثقافة الصينية بشكل واضح.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، شهد وضع بلادنا في المجال الأيديولوجي تغيرات جذرية تؤثر على الوضع العام، حيث تعززت الثقة الذاتية الثقافية لجميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد بشكل ملحوظ، وازدادت قوة التماسك والقوة الجاذبة لكل المجتمع إلى أقصى حد، مما وفر ضمانا أيديولوجيا راسخا وقوة معنوية جبارة لخلق وضع جديد لقضايا الحزب والدولة في العصر الجديد.

(8) في صدد البناء الاجتماعي

بعد إطلاق عملية الإصلاح والانفتاح، شهدت بلادنا تحسنا ملحوظا في مستوى معيشة الشعب وتقدما واضحا في الحوكمة المجتمعية. وفي الوقت نفسه، ومع تطور العصر وتقدم المجتمع، أصبحت تطلعات الشعب إلى حياة سعيدة أقوى وتزايدت مطالبه إزاء الديمقراطية وحكم القانون والعدل والإنصاف والأمن والبيئة المريحة. وتؤكد لجنة الحزب المركزية على أن تطلعات الشعب إلى حياة سعيدة هي هدف كفاحنا، وزيادة رفاهية أبناء الشعب هو المطلب الجوهري لتمسكنا ببناء الحزب من أجل المصلحة العامة وممارسة الحكم لخدمة الشعب، وأن تمكين شعبنا من عيش حياة سعيدة يمثل نقطة انطلاق وهدفا نهائيا في كل عمل نقوم به، وأن إصلاح الحلقات الضعيفة في ضمان معيشة الشعب وحسن تسوية المشاكل المستعجلة والمستعصية التي تشكو جماهير الشعب منها وتترقب حلها بسرعة هو مهمة ملحة للبناء الاجتماعي. ومن اللازم تعزيز البناء الاجتماعي مع اتخاذ ضمان وتحسين معيشة الشعب نقطة جوهرية، والعمل بقدر ما نستطيع وفي إطار إمكانيتنا لمعالجة الأمور واحدا بعد آخر وعاما تلو آخر، ومواصلة بذل الجهود فيما يتعلق بجعل كل طفل يتمتع بالعناية، وكل طالب يتعلم، وكل عامل يكسب، وكل مريض يتلقى العلاج، وكل مسن يتمتع بالرعاية، وكل مواطن يجد المسكن، وكل ضعيف يجد المساعدة، وتعزيز الحوكمة المجتمعية وابتكار سبلها، لجعل إحساس الشعب بالكسب والسعادة والأمن أكثر اكتمالا وأكثر ضمانا وأكثر استدامة.

وأدرك الحزب بصورة عميقة أن رغد الحياة يتوقف على مستوى معيشة القرويين؛ وأن تذليل المشاكل المستعصية في القضاء على الفقر هو مهمة الخط الأدنى لإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، وأنه لا يمكن ضمان إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل وتحقيق أهداف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، إلا بعد كسب المعركة الحاسمة لتذليل المشاكل المستعصية في القضاء على الفقر؛ وأنه يجب اتخاذ تدابير استثنائية لتنفيذ مشاريع تذليل المشاكل المستعصية في القضاء على الفقر بعزيمة أكبر وفكرة أدق، وإجراءات أقوى. وتمسك الحزب بتنفيذ التدابير المُحكَمة والهادفة إلى التخفيف من حدة الفقر، وحدد أهداف العمل المتمثلة في الاكتفاء من الغذاء والكساء وضمان التعليم الإلزامي والخدمات الطبية الأساسية وسلامة المساكن، ونفذ نظام المسؤولية من طراز "التعهد العسكري"، وعبأ القوى في كل الحزب والبلاد والمجتمع للعمل بقلب واحد وبذل أقصى الجهود على تذليل المشاكل الأكثر تعقيدا وصعوبة، وتنظيم وتنفيذ أكبر معركة حجما وقوة للتغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر في تاريخ البشرية، مما شكل روحا عظيمة لتذليل المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر. ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، أُزيلت وصمة "الفقر" عن كل المحافظات الفقيرة البالغ عددها 832 محافظة، وقُضي على الفقر في كل القُرى الفقيرة البالغ عددها 128 ألف قرية، واُنتشل حوالي 100 مليون فقير ريفي من الفقر في البلاد، مما حقق هدف الحد من الفقر ضمن أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 للأمم المتحدة قبل الموعد بعشر سنوات، وحل بصورة تاريخية مشكلة الفقر المطلق، وخلق معجزة في تاريخ البشرية للحد من الفقر.

وفي عام 2020، عند مواجهة جائحة كوفيد - 19 المفاجئة، اتخذت لجنة الحزب المركزية قرارات حاسمة للاستجابة للجائحة برباطة جأش، متمسكةً بوضع الشعب والحياة فوق كل شيء، وطرحت مطالب عامة لترسيخ الثقة والتضامن في الأوقات العصيبة ومكافحة الجائحة بطرق علمية واتخاذ تدابير محددة الأهداف لشن معركة شعبية شاملة ومقاومة للجائحة، ووضعت ترتيبات دقيقة ومحكمة لخوض معركتي الدفاع عن مدينة ووهان ومقاطعة هوبي، وعبأت قوى البلاد كلها لتنفيذ عملية كبرى لإنقاذ وإغاثة الأرواح على نطاق لا مثيل له في التاريخ، وأجادت العمل دون استرخاء لمنع كل من حالات الجائحة الوافدة واحتمال ارتداد حالاتها محليا، وتمسكت بالتخطيط الموحد لدفع أعمال مكافحة الجائحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي حمى سلامة أرواح أبناء الشعب وصحتهم إلى أقصى حد، وأبقى بلادنا أول بلد في العالم نجح في السيطرة على الجائحة واستئناف الأعمال والإنتاج وإعادة التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى طبيعتها، وحقق نتائج إستراتيجية مهمة في مكافحة الجائحة، وشكل الروح العظيمة لمكافحتها.

وفي سبيل ضمان وتحسين معيشة الشعب، وحسب فكرة الحفاظ الحازم على الخط الأدنى وإبراز النقاط الجوهرية وإكمال الأنظمة وتوجيه التوقعات، اتخذ الحزب سلسلة من الإجراءات المهمة من حيث توزيع الدخل والتوظيف والتعليم والضمان الاجتماعي والطب والصحة والضمان الإسكاني وغيرها، وأولى اهتماما بالغا لتعزيز البناء الخاص بتحسين معيشة الشعب على نحو يتميز بالشمول والطابع الأساسي وضمان توفير اللوازم الأساسية، لدفع تكافؤ الخدمات العامة الأساسية. وعملنا بجهود على بناء نظام لتوزيع الدخل يجسد الكفاءة ويعزز الإنصاف، لتعديل الدخل المفرط الارتفاع، وإلغاء الدخل غير الشرعي، وزيادة دخل ذوي الدخل المنخفض، وتوسيع حجم الفئة المتوسطة الدخل، ودفع تشكيل نمط توزيع على شكل ثمرة زيتون وسطها الفئة المتوسطة الدخل، وتحقيق تزامن زيادة دخل السكان مع النمو الاقتصادي من حيث الأساس، مما جعل معدل نمو دخل السكان في المناطق الريفية أسرع من نظيره في المدن والبلدات. ونفذنا سياسة منح الأسبقية للتوظيف، لدفع تحقيق توظيف أكمل وأعلى جودة. وطبقنا سياسة الحزب التربوية على نحو شامل، ومنحنا الأسبقية لتنمية قضية التربية والتعليم، مع توضيح أن المهمة الأساسية للتعليم هي ترسيخ الأخلاق وتنشئة النشء، وتربية بناة وورثة للاشتراكية مكتملي النمو أخلاقيا وعقليا وبدنيا وذوقيا وعمليا، وتعميق عملية الإصلاح والابتكار التعليمي والتدريسي، وتعزيز العدالة والجودة التعليمية، ودفع التنمية المتوازنة للتعليم الإلزامي وتكامله بين المدن والأرياف، والتعميم الشامل للتعليم والتدريس باستخدام اللغة المنطوقة والمكتوبة السائدة في البلاد، ومعايرة مؤسسات التدريب خارج المدارس، وتطوير التعليم المهني بنشاط، ودفع تنمية التعليم العالي باستغلال طاقته الكامنة، بغية تعزيز بناء دولة قوية تربويا وإتقان التعليم الذي يرتضي به الشعب. وقد اُنشئ في بلادنا أكبر نظام للضمان الاجتماعي في العالم، حيث يتمتع 1.2 مليار شخص بالتأمين الأساسي على الشيخوخة، ويتمتع 1.36 مليار شخص بالتأمين الطبي الأساسي. ودفعنا بناء الصين الصحية بشكل شامل، وتمسكنا بمبدأ "الوقاية أولا"، لتعميق إصلاح النظام الطبي والدوائي والصحي، ونقل مركز ثقل الأعمال الطبية والصحية والموارد الطبية إلى الوحدات القاعدية، ودفع تحسين نظام وآلية الوقاية من الأوبئة الخطيرة والسيطرة عليها وإكمال النظام الوطني للاستجابة للطوارئ الصحية العامة في حينه، وتعزيز توارث وابتكار وتطوير أعمال الطب الصيني التقليدي وصيدلته، وإكمال وتحسين منظومة الخدمات الصحية العامة التي تغطي الريف والحضر. وسرّعنا بناء الدولة القوية من حيث الرياضة البدنية، وأجرينا أنشطة تقوية الجسم لجميع المواطنين على نطاق واسع، وطورنا الروح الرياضية الصينية بقوة. وعملنا على تعزيز دراسة إستراتيجية التنمية السكانية للاستجابة الإيجابية لمشكلة الشيخوخة، وتسريع بناء منظومة الخدمات لرعاية المسنين، وتعديل وتحسين سياسة الإنجاب لدفع النمو السكاني المتوازن الطويل الأمد. واهتممنا بالعائلة والتربية الأسرية والأخلاق الأسرية، وضمان الحقوق والمصالح للنساء والأطفال، وتعجيل تطوير قضية ذوي الحاجات الخاصة. وتمسكنا بمبدأ "أن المساكن متاحة لأغراض السكن، وليست للمضاربة"، وعجلنا خطى بناء النظام الإسكاني المتمثل في العرض المتعدد الكيانات والضمان المتعدد القنوات والجمع بين الاستئجار والشراء، وزيادة التمويل لبناء مساكن الضمان الاجتماعي، مما حسّن الظروف الإسكانية لسكان الحضر والريف بشكل واضح.

وانطلاقا من ضمان الاستقرار السياسي الدائم للبلاد ومعيشة الشعب المطمئنة وعمله المريح، سعى الحزب من أجل بناء صين آمنة ذات مستوى أعلى وراء إكمال وتحسين منظومة الحوكمة المجتمعية، وتوطيد منظومة الحوكمة القاعدية الحضرية والريفية التي تجمع بين الحكم الذاتي وحكم القانون والحكم بالفضيلة تحت قيادة منظمات الحزب، ودفع نقل مركز الثقل للحوكمة المجتمعية إلى الوحدات القاعدية، وبناء نظام الحوكمة المجتمعية القائم على التشارك في البناء والإدارة المشتركة والاستفادة من الثمار معا، وبناء مجموعة مشتركة للحوكمة المجتمعية لكل فرد فيها نصيب من المسؤولية ويؤدي واجباته ويتمتع بثمار عمله. وعمل الحزب على تعزيز أعمال الوقاية من الكوارث وتقليل الخسائر الناجمة عنها والإغاثة منها وضمان سلامة الإنتاج، وكذلك تقوية بناء نظام الإدارة لمواجهة الطوارئ والقدرة عليها. وتمسك الحزب بـ"تجربة فنغتشياو" للعصر الجديد وتطويرها، وثابر على المعالجة المنهجية والمعالجة حسب القانون والمعالجة الشاملة والمعالجة من المنبع، وأكمل نظام معالجة الشكاوي الشعبية المُعبر عنها عبر رسائل أو بصفة شخصية، ووطّد الآلية الشاملة للوقاية والوساطة والتسوية المتعددة المنافذ للتناقضات الاجتماعية، بهدف تعزيز المعالجة الشاملة لأوضاع الأمن العام، وإجراء مكافحة خاصة لاستئصال القوى الظلامية والشريرة، وإنزال عقاب حازم على الكوادر الحزبية التي كانت تتساهل مع قوى الظلام والطغيان وتتستر عليها حتى شكلت مظلة حماية لهذه القوى، إضافة إلى الوقاية من أعمال العنف والإرهاب وجرائم الفضاء الإلكتروني الجديدة الطراز والجرائم العابرة للحدود.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، تعزز البناء المجتمعي في بلادنا على نحو شامل، وتحسنت حياة الشعب في جميع الأوجه، وارتفع مستوى الحوكمة الاجتماعية من حيث الصفة الاجتماعية وحكم القانون والتقنيات الذكية والصفة التخصصية إلى حد كبير، مما طوّر الوضع الجيد المتمثل في أن الشعب يعيش بطمأنينة ويعمل بارتياح وينعم المجتمع بالأمن والنظام، وواصل كتابة أعجوبة الاستقرار الاجتماعي الطويل الأجل.

(9) في صدد البناء الحضاري الإيكولوجي

بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، ظل الحزب يولي اهتماما متزايدا لحماية البيئة الإيكولوجية. وفي الوقت نفسه، ما زال البناء الحضاري الإيكولوجي حلقة ضعيفة واضحة، وتشتد المشاكل مثل ازدياد حدة قيود الموارد والبيئة وتدهور النظام الإيكولوجي يوما بعد آخر، وخاصة أن حالات تلويث البيئة الإيكولوجية وتخريبها بمختلف أنواعهما تحدث بصورة متزايدة مما يجلب جراحا على أرض البلاد وآلاما على معيشة الشعب. وإذا لم نتمكن من تغيير اتجاه تدهور البيئة الإيكولوجية بسرعة، فمن المؤكد أن ندفع لذلك أثمانا باهظة. وأكدت لجنة الحزب المركزية على أن البناء الحضاري الإيكولوجي مشروع مهم متعلق بالتنمية المستدامة للأمة الصينية، فحماية البيئة الإيكولوجية هي حماية القوى المنتجة، وتحسين البيئة الإيكولوجية هو تطوير القوى المنتجة، وأننا لن نسعى وراء نمو اقتصادي في فترة قصيرة على حساب البيئة. ومن اللازم التمسك بفكرة أن البيئة الطبيعية الجيدة هي الكنز الحقيقي، والالتزام بالحماية التكاملية والمعالجة المنهجية للنظم الإيكولوجية للجبال والمياه والغابات والأراضي الزراعية والبحيرات والمراعي والصحاري، وإحسان حماية البيئة الإيكولوجية مثل حماية العيون، والتعامل مع البيئة الإيكولوجية مثل التعامل مع الحياة، ودفع التنمية الخضراء والدائرية والمنخفضة الكربون بوعي أكثر، والتمسك بسلوك طريق التنمية المتحضرة المتصف بتطور الإنتاج ورخاء الحياة وحسن البيئة الأحيائية.

وأطلق الحزب عنان القوة بشكل شامل في مجالات الأيديولوجيا والقانون والنظام والتنظيم وأسلوب العمل، لتعزيز حماية البيئة الإيكولوجية من كل الجهات والمناطق والأعمال، ودفع تحديد الخطوط الحمراء للحفاظ على البيئة والحد الأدنى للجودة البيئية والسقف الأقصى لاستخدام الموارد، وإجراء سلسلة من الأعمال ذات الأهمية الأساسية والابتكارية والطويلة الأجل. ونظم الحزب تنفيذ إستراتيجية المناطق الوظيفية الرئيسية، وإنشاء وإكمال نظام ملكية أصول الموارد الطبيعية ونظام استثمار وحماية الأراضي ونظام تقييم وفحص أهداف البناء الحضاري الإيكولوجي ونظام المساءلة عنها ونظام التعويض عن إتلاف النظم الإيكولوجية، ونظم رؤساء الأنهار والبحيرات والغابات، ونظام المسؤولية القاضي بأن يكون للحزب والحكومة مسؤولية واحدة وللمنصب الواحد مسؤولية مزدوجة بشأن حماية البيئة وغيرها، وكذلك أعمال وضع وتعديل القوانين واللوائح المعنية. وحُسّن نمط استثمار وحماية الأراضي، وأُنشئت منظومة محميات طبيعية قوامها الحدائق الوطنية، وشُنت حملة واسعة النطاق لتخضير الأراضي باستمرار، وعُززت أعمال حماية البيئة الإيكولوجية للأنهار الكبرى والبحيرات المهمة والأراضي الرطبة الرئيسية والأحزمة الساحلية ومعالجتها المنهجية، وزِيدت قوة حماية ومعافاة الأنظمة الإيكولوجية، وعُززت حماية التنوع الأحيائي، ودُفع تشكيل ما يصلح لتوفير الموارد وحماية البيئة من نمط مكاني وهيكل صناعي وأساليب إنتاجية ومعيشية. وقاد الحزب تركيز القوى على كسب المعركة الحاسمة لمكافحة التلوث ومسبباته، وتعميق تنفيذ ثلاث خطط عمل لمكافحة تلوث الهواء والمياه والتربة، لكسب معركة الدفاع عن السماء الزرقاء والمياه النقية والأراضي النظيفة، ومعالجة البيئة السكنية في المناطق الريفية، ومنع دخول النفايات الأجنبية إلى البلاد على نحو شامل. وأُجريت رقابة مركزية على أحوال حماية البيئة الإيكولوجية، وتم التقصي والمعالجة بحزم لمجموعة من القضايا الرئيسية النموذجية لتخريب البيئة الأحيائية، وتسوية مجموعة من المشاكل البيئية البارزة التي تشكو منها جماهير الشعب بشدة. وشاركت بلادنا بنشاط في الحوكمة البيئية والمناخية في العالم، وقطعت تعهدا مهيبا بالسعي للوصول بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى ذروتها قبل عام 2030 وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2060، الأمر الذي جسد روح تحمل المسؤولية للصين بصفتها دولة كبيرة مسؤولة.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، ظلت لجنة الحزب المركزية تهتم بقوة غير مسبوقة بالبناء الحضاري الإيكولوجي، حيث ازداد الحزب والبلاد بأسرهما وعيا ومبادرة بشكل ملحوظ لدفع التنمية الخضراء، وخطا بناء الصين الجميلة خطوات مهمة، وشهدت حماية البيئة الإيكولوجية في بلادنا تحوُّلا تاريخيا ومنعطفا يؤثر في الوضع العام.

(10) في صدد بناء الدفاع الوطني والجيش

بعد تنفيذ الإصلاح والانفتاح، ارتفع مستوى الجيش الشعبي من حيث ثوريته وتحديثه ونظاميته باستمرار، وتعززت قوة الدفاع الوطني بوتيرة متزايدة، الأمر الذي قدم ضمانة أمنية أكيدة للإصلاح والتنمية والاستقرار في البلاد. وشددت لجنة الحزب المركزية على أنه من الضروري تقوية الجيش من أجل تقوية البلاد، ولا يمكن تحقيق أمن البلاد إلا من خلال تقوية الجيش، وينبغي بناء دفاع وطني متين وجيش شعبي قوي يتناسبان مع المكانة الدولية للصين وملائمين لمصالحنا الوطنية في الأمن والتنمية.

وطرح الحزب هدف تقوية الجيش في العصر الجديد، وحدد المبادئ الإستراتيجية العسكرية للعصر الجديد، ووضع إستراتيجية "الخطوات الثلاث" الجديدة لتحديث الدفاع الوطني والجيش، والتي تفضي إلى تحقيق هدف الكفاح لتقوية الجيش عند حلول الذكرى المئوية لتأسيسه في عام 2027، وتحقيق تحديث الدفاع الوطني والجيش بشكل أساسي بحلول عام 2035، وإكمال بناء جيش من الدرجة الأولى في العالم على نحو شامل بحلول أواسط القرن الحالي، وقد عمل على دفع بناء الجيش سياسيا وتقويته عبر الإصلاح والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء وإدارته حسب القانون، والإسراع بتحديث النظريات العسكرية والشكل التنظيمي للجيش وقدرات الأفراد العسكريين والأسلحة والتجهيزات العسكرية، وتسريع التنمية التكاملية بين المكننة والمعلوماتية والاستناد إلى التكنولوجيا الذكية، وتقوية التدريبات العسكرية والجاهزية القتالية بشكل شامل، والمثابرة على سلوك طريق تقوية الجيش ذي الخصائص الصينية.

إن الأكثر أهمية في بناء الجيش الشعبي القوي هو التمسك بالمبدأ والنظام الأساسيين في قيادة الحزب المطلقة للجيش الشعبي، والتمسك بأن أعلى السلطات في قيادة وتوجيه الجيش الشعبي تعود إلى لجنة الحزب المركزية واللجنة العسكرية المركزية، وتطبيق نظام مسؤولية رئيس اللجنة العسكرية المركزية بشكل شامل وعميق. وفي فترة من الزمن، كانت مشكلة إضعاف قيادة الحزب للجيش الشعبي بارزة، ولا تؤثر سلبا على القوة القتالية فحسب، بل يطال تأثيرها المبدأ السياسي الأساسي المتمثل في توجيه الحزب للجيش، لو لم تُحل بشكل تام. وعملت لجنة الحزب المركزية واللجنة العسكرية المركزية جاهدتين على إدارة الجيش بصرامة على نحو شامل، واتجهتا إلى اتخاذ قرارات حاسمة لتشديد الانضباط السياسي للجيش الشعبي وعقد اجتماع الأعمال السياسية لكل الجيش في قوتيان في سبيل وضع خطة بناء الجيش سياسيا في العصر الجديد، واستعادتا وطورتا التقاليد الحميدة وأسلوب العمل الممتاز لحزبنا وجيشنا، وعززتا الانضباط والتدريب السياسيين بروح تقويم أسلوب العمل، ووطدتا قيادة الحزب وبناء الحزب في الجيش على نحو شامل، ودفعتا بناء أسلوب عمل الحزب والحكم النزيه ومكافحة الفساد في الجيش بصورة متعمقة، وأجرتا تحقيقات ومعالجات صارمة لقضايا مخالفة الانضباط والقانون الخطيرة مثل قضايا قوه بوه شيونغ، وشيوي تساي هو، وفانغ فنغ هوي، وتشانغ يانغ وغيرهم، واستأصلتا تأثيراتهم السامة على نحو تام، مما ساعد على تحسين البيئة السياسية للجيش الشعبي بصورة جذرية.

وبعد طرحه إستراتيجية تقوية الجيش عبر الإصلاح، قاد الحزب إجراء أوسع إصلاح وأعمقه للدفاع الوطني والجيش منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، فأُعيد تشكيل كل من نظام القيادة والتوجيه للجيش الشعبي ومنظومة القوات العسكرية العصرية والسياسات والأنظمة العسكرية، وأُنجز خفض حجم الجيش بمقدار 300 ألف فرد، وتشكل هيكل جديد يتمثل في "إشراف اللجنة العسكرية المركزية على تحديد الاتجاهات الإستراتيجية، وإشراف القيادات الميدانية على قيادة العمليات، وإشراف مختلف القوات على بناء وحداتها المتخصصة". وإزاء الثورة العسكرية الجديدة في العالم، شرعنا في تطبيق إستراتيجية تقوية الجيش عبر العلوم والتكنولوجيا، وبناء الجيش الشعبي المُبتكِر، وبناء الخدمات اللوجستية الحديثة القوية، فأحرزنا تقدما كبيرا في مجال علوم وتكنولوجيا الدفاع الوطني وبناء الأسلحة والتجهيزات العسكرية. وشرعنا في تطبيق إستراتيجية تقوية الجيش عبر الأكفاء، وتحديد مبادئ التثقيف العسكري للعصر الجديد، وتوضيح معيار الضابط الجيد، ودفع بناء النظام الثلاثي لإعداد الأكفاء العسكريين الحديثي الطراز، بغية تربية العسكريين الثوريين ذوي الروح والكفاءة والشهامة والأخلاق الحسنة في العصر الجديد، وصقل قوات عسكرية قوية تتحلى بمزايا الإيمان السياسي والعقيدة العسكرية والانضباط والجرأة على تحمل المسؤولية بصلابة. كما شرع الحزب في تطبيق إستراتيجية إدارة الجيش حسب القانون، وتكوين منظومة الإدارة العسكرية بالقانون ذات الخصائص الصينية، وتسريع التغيير الجوهري لأسلوب إدارة الجيش، مع دفع بناء نظام شرف العسكريين.

وأوضح الحزب رسالة الجيش الشعبي ومهمته في العصر الجديد، وابتكر الإرشادات الإستراتيجية العسكرية، وعدل وحسَّن التوزيع الإستراتيجي العسكري، وعزز كفاءات الجيش الشعبي الإستراتيجية لتشكيل أوضاع والسيطرة على أزمات وكبح نشوب الحرب وكسب النصر فيها. ويتمسك الجيش الشعبي على نحو وثيق بالكفاءة القتالية التي هي المعيار الوحيد والجوهري، وبالقدرة على خوض المعارك وكسبها باعتبارها اتجاها أساسيا، ويعمل على تعظيم القوى الإستراتيجية والقوى القتالية الخاصة بالمجالات الجديدة والمدعومة بالنظام المعلوماتي، وتعزيز بناء منظومة قيادة العمليات القتالية المشتركة وتقوية قدرتها، وتقويم "مساوئ مزمنة في ظل السلام" بقوة، وتقوية التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية، وبناء دفاع بري وبحري وجوي حديث وقوي ومتين، وخوض النضال العسكري بصورة راسخة ومرنة، والاستجابة بفاعلية للاستفزازات العسكرية الخارجية، وردع التصرفات الانفصالية الرامية إلى "استقلال تايوان"، وتنفيذ مهام نضال الدفاع عن الحدود، وصيانة حقوقنا البحرية، ومكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار، ومعالجة الطوارئ والإغاثة من الكوارث، ومكافحة جائحة كوفيد-19، وحفظ السلام الدولي، وحراسة السفن التجارية، والمساعدات الإنسانية، والتعاون العسكري الدولي وغيرها من المهام الجسام.

وبعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، حقق الجيش الشعبي إعادة الهيكلة ذات الطابع الثوري والشامل وترتيب التجهيزات من جديد وبدء الانطلاق مرة أخرى تحت قيادة الحزب القوية، وتصاعدت قوة الدفاع الوطني متزامنة مع تنامي القوة الاقتصادية، وتسارع بناء المنظومة والقدرة الإستراتيجية الوطنية المتكاملة، وأُنشئت وأُكملت آليات إدارة شؤون العسكريين المسرحين وكفالة معيشتهم، وارتفعت فعالية تعبئة الدفاع الوطني إلى حد أكبر، وتوطدت الوحدة بين الجيش والحكومة وبين الجيش والشعب على نحو متزايد. وأدى الجيش الشعبي رسالته ومهمته في العصر الجديد بحزم، ودافع عن سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية بروح نضال صلد وأعمال ملموسة.

(11) في صدد حماية الأمن القومي

بعد بدء الإصلاح والانفتاح، أولى الحزب أهمية قصوى لمسألة المعالجة الصحيحة للعلاقات بين الإصلاح والتنمية والاستقرار، وأخذ حماية الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي بعين الاعتبار على أنها أحد الأعمال الأساسية للحزب والدولة، مما هيأ بيئة مؤاتية آمنة لعمليات الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية. وبعد دخول العصر الجديد، شهدت بلادنا حالات أخطر في الأمن القومي، إذ كانت تواجه ضغوطا خارجية غير مسبوقة، حيث تشابكت التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، ووقعت حوادث "البجعة السوداء" و"وحيد القرن الرمادي" بين حين وآخر. وبالقياس إلى متطلبات الأوضاع والمهام، لم تكن قدرة بلادنا على حماية الأمن القومي كافية، ولا كفاءتها لمواجهة مختلف المخاطر الخطيرة عظيمة، ولا آليات التخطيط الموحد والتنسيق لحماية أمنها القومي مُكتمِلة. وأكدت لجنة الحزب المركزية على أن "دولة مزدهرة وشعب ينعم بالسلام" هو أكبر التطلعات الأساسية والمشتركة لدى جماهير الشعب. ويجب علينا البقاء مدركين لأسوأ السيناريوهات، ومستعدين دائما للخطر في أيام السلام، واتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل الأوان، والتمسك بوضع مصالح الدولة فوق كل شيء، باعتبار سلامة الشعب هدفا والأمن السياسي أساسا والأمن الاقتصادي قاعدة والأمن العسكري والعلمي والتكنولوجي والثقافي والاجتماعي ضمانات وتعزيز الأمن الدولي سندا، كي يتحقق التوازن بين التنمية والأمن وبين الانفتاح والأمن، والتخطيط الشامل لضرورات الأمن التقليدي وغير التقليدي والأمن الذاتي والمشترك، والتخطيط الشامل لحماية الأمن القومي وتعزيزه.

وأكد الرفيق شي جين بينغ أن ضمان الأمن القومي شأن في غاية الأهمية، وطرح مفهوم الأمن القومي بمعناه الشامل، الذي يغطي الكثير من المجالات مثل السياسة والشؤون العسكرية وأرض الوطن والاقتصاد والثقافة والمجتمع والعلوم والتكنولوجيا والشبكة الإلكترونية والنظم الإيكولوجية والموارد والطاقة النووية والمصالح فيما وراء البحار والفضاء الخارجي وأعماق البحار والمنطقة القطبية والأحياء، وطالب الحزب كله بتعزيز روح النضال وزيادة كفاءته، والاضطلاع بالمسؤولية القيادية ومسؤولية العمل في الاحتراس من شتى أنواع المخاطر وإزالتها. وأدركت لجنة الحزب المركزية بشكل عميق أنه لا بد من تعظيم روح عدم الخضوع للأشرار وعدم الخوف من العفاريت عند مواجهة أنواع شتى من أنشطة التطويق والإغلاق والصدام والضغوط والشغب والهدم من الخارج، والنضال حتى النهاية ضد كل القوى التي تحاول تقويض قيادة الحزب الشيوعي الصيني والنظام الاشتراكي الصيني وتأخير بل إيقاف مسيرة النهضة العظيمة للأمة الصينية، علما بأن التهاون الأعمى لا يجلب إلا تنمر مَنْ طمع في الفخذ بعد أن نال الذراع، وأن التنازل في سبيل تجنب المشكلة لا يسبب إلا إهانة أكبر.

وركز الحزب جهوده على دفع بناء منظومة الأمن القومي وقدرتها، وأنشأ لجنة الأمن القومي المركزية لإكمال نظام قيادة الأمن القومي المتسم بالمركزية والوحدة والفعالية العالية والموثوقية وتحسين منظومات حكم القانون والإستراتيجيات والسياسات بشأن الأمن القومي، وكوّن آليات تنسيق العمل وإدارة الطوارئ للأمن القومي. وجعل الحزب التنمية الآمنة تسود كافة المجالات وكل عمليات التنمية الوطنية، وأولى اهتماما بالغا للوقاية من المخاطر الكبيرة التي تعوق مسيرة تحديث البلاد وإزالتها، وعمل على صون سلامة سلطة البلاد ونظامها وأيديولوجيتها بثبات، وتعزيز الإعلام والتوعية بالأمن القومي والتوعية بالدفاع الوطني بين كل أبناء الشعب، وتمتين الخط الدفاعي الشعبي للأمن القومي، ودفع أعمال النهوض بالمناطق الحدودية وإثراء سكانها وتحقيق استقرارها وتوطيدها، والوقاية المحكمة وتوجيه ضربات قاصمة إلى الأنشطة التسللية والتخريبية والهدامة والانفصالية من قبل القوى المعادية، والتصدي لتصرفات الصدام والضغوط والاحتواء المتطرفة من الخارج والرد عليها، والقيام بنضالات تتصل بهونغ كونغ وتايوان وشينجيانغ والتبت والمياه الإقليمية، وتسريع بناء دولة قوية بحريا، مما أدى إلى حماية الأمن القومي بشكل فعال.

ومنذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، تعززت جميع أوجه الأمن القومي، الذي صمد أمام اختبارات وتحديات المخاطر في مجالات السياسة والاقتصاد والأيديولوجيا والطبيعة، فقدم ضمانا قويا لتمتع الحزب والدولة بالازدهار والنماء والاستقرار السياسي الدائم.

(12) في صدد التمسك بمبدأ "دولة واحدة ونظامان" ودفع عملية إعادة توحيد الوطن الأم

بعد عودة هونغ كونغ وماكاو إلى أحضان الوطن الأم، أُدرجتا في نظام الحكم الوطني من جديد، وأخذتا تسيران على طريق رحب في تبادل الاستفادة من مزيا التفوق مع مناطق البلاد الداخلية والتنمية المشتركة، وعليه حققت ممارسات "دولة واحدة ونظامان" نجاحا معترفا به عالميا. وفي الوقت نفسه، ظهر في هونغ كونغ وضع خطر لفترة من الزمن، حيث طغت أنشطة "مُعاداة الصين وإرباك هونغ كونغ" بسبب آثار مختلف العوامل الداخلية والخارجية المعقدة. وشددت لجنة الحزب المركزية على ضرورة التطبيق الشامل والمحكم لمبدأ "دولة واحدة ونظامان"، والالتزام بمجموعة الأنظمة المعنية بهذا المبدأ وتحسينها، والمثابرة على إدارة هونغ كونغ وماكاو وفقا للقانون، وحماية النظام الدستوري لهاتين المنطقتين الإداريتين الخاصتين الذي حدده الدستور والقانون الأساسي، وممارسة سلطات الإدارة والحوكمة الشاملة للحكومة المركزية إزاءهما، وتطبيق مبادئ "المحبون للوطن يديرون شؤون هونغ كونغ" و"المحبون للوطن يديرون شؤون ماكاو" بثبات.

واتخذت لجنة الحزب المركزية، على أساس التقييم الصحيح للوضع، قرارا مُهِما بشأن إكمال الآليات المتعلقة بممارسة الحكومة المركزية سلطات الإدارة والحوكمة الشاملة على المنطقتين الإداريتين الخاصتين حسب الدستور والقانون الأساسي، وتحسين تطبيق الدستور والقانون الأساسي فيهما، ودفعت إنشاء وإكمال النظام القانوني والآلية التنفيذية لحماية الأمن القومي في المنطقتين، وصياغة «قانون حماية الأمن القومي في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة لجمهورية الصين الشعبية»، وإكمال وتحسين نظام الانتخاب لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وتطبيق مبدأ "المحبون للوطن يديرون شؤون هونغ كونغ"، وتأييد المنطقة الإدارية الخاصة في إكمال نظام أداء اليمين للموظفين العموميين. وافتتحت الحكومة الشعبية المركزية مكتب حماية الأمن القومي في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة طبقا للقانون، بينما كونت منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة لجنة حماية الأمن القومي طبقا القانون. ودعمت لجنة الحزب المركزية بحزم منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة في منع العنف ووقف الفوضى واستعادة النظام طبق القانون، وأيدت حكومة المنطقة الإدارية الخاصة ورئيسها التنفيذي في ممارسة الإدارة بموجب القانون، وعملت على الاحتراس من تدخل القوى الخارجية في شؤون هونغ كونغ وماكاو وكبح جماحه بحزم، وتوجيه ضربات قاصمة إلى الأنشطة الانفصالية والهدامة والتسللية والتخريبية. ودعمت بشكل كامل منطقتي هونغ كونغ وماكاو للاندماج في المنظومة العامة للتنمية الوطنية على نحو أفضل، والبناء العالي الجودة لمنطقة خليج قوانغدونغ هونغ كونغ ماكاو الكبرى، كما دعمتهما في تنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب، وتقوية الوعي بالدولة والروح الوطنية لدى مواطنيهما. وكل هذه الإجراءات الجامعة بين المعالجة الفرعية والمعالجة الجذرية أسهمت في دفع وضع هونغ كونغ ليحقق تحوُّلا مُهِما من الفوضى إلى النظام والأمن، وأرست أساسا متينا للمضي قُدُما في إدارة هونغ كونغ وماكاو وفق القانون وحفز ممارسات "دولة واحدة ونظامان" لتحقيق تقدم مطرد ومستقر وبعيد.

ويعتبر حل مسألة تايوان وتحقيق إعادة التوحيد التام للوطن الأم من المهمات التاريخية التي يكافح الحزب في سبيل إنجازها بعزيمة لا تتزعزع، ومن الأمنيات المشتركة لجميع أبناء الشعب الصيني، وأيضا من المطالب الحتمية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. وواكب الحزب تغيرات العصر في العلاقات عبر مضيق تايوان، وباشر إثراء وتطوير نظريات وحدة الدولة والمبادئ والسياسات إزاء تايوان، حرصا على دفع تطور العلاقات عبر المضيق نحو اتجاه صحيح. وطرح الرفيق شي جين بينغ سلسلة من الأفكار المهمة والآراء والسياسات الرئيسية بشأن الأعمال الخاصة بتايوان، وشكل ذلك منهاجا عاما شاملا لحل مسألة تايوان في العصر الجديد للحزب. وقد أسهمنا في دفع تحقيق اللقاء الأول بين القادة من جانبي المضيق، والحوار المباشر والتواصل بينهم بعد عام 1949. ودعم الحزب التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق ملتزما بمفهوم "المواطنون على جانبي المضيق من عائلة واحدة"، ووضع سلسلة من السياسات التي تأتي بمنافع ملموسة لجموع المواطنين في تايوان، وعزز التبادل والتعاون الاقتصادي والثقافي بين جانبي المضيق. وقد كثفت إدارة تايوان أنشطتها الانفصالية بوتيرة متصاعدة منذ عام 2016، فأصاب هذا الأمر اتجاه التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق بصدمات خطيرة. وفي مواجهة ذلك، ظللنا نلتزم بمبدأ "صين واحدة" و"توافق عام 1992"، ونعارض بحزم أي تصرف انفصالي رامٍ إلى "استقلال تايوان" وأي تدخل من القوى الخارجية، ونمسك بإحكام زمامَ القيادة والمبادرة في العلاقات بين جانبي المضيق، ليبقى الوقت والزخم لتحقيق إعادة التوحيد التام للوطن الأم في جانبنا على الدوام.

ودلت الممارسات العملية على أنه من الحتمي أن نحافظ على الازدهار والاستقرار الطويلي الأجل في هونغ كونغ وماكاو، ونحقق إعادة التوحيد التام للوطن الأم، بفضل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني، والدعم الحازم من جانب الوطن الأم العظيم، واتحاد القلوب والقوى لأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد بمَنْ فيهم المواطنون بمنطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين والمواطنون في تايوان.

(13) في صدد العمل الديبلوماسي

بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، ظل الحزب يتمسك بسياسة خارجية سلمية ومستقلة، مما خلق بيئة خارجية مناسبة لتنمية بلادنا، وقدم إسهاما مُهِما لقضايا تقدم البشرية. وعند حلول العصر الجديد، شهد ميزان القوى الدولية تغيرات عميقة، حيث كانت تهديدات الأحادية والحمائية والهيمنة وسياسة القوة للسلام والتنمية العالميين تتعاظم، والتيار الفكري المعاكس للعولمة يتصاعد، ودخل العالم إلى مرحلة من الاضطراب والتغيير. وأكدت لجنة الحزب المركزية أنه في مواجهة الوضع الدولي المعقد والصعب والتحديات والمخاطر الخارجية غير المسبوقة، ينبغي أخذ النوعين المحلي والدولي من الوضع العام بعين الاعتبار، وإكمال نظام وآلية قيادة الحزب لعمل الشؤون الخارجية، وتعزيز التصميم الرفيع المستوى للأعمال الخارجية، ووضع التخطيط الإستراتيجي لديبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، ودفع بناء علاقات دولية جديدة الطراز وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، وذلك لريادة تيار تقدم البشرية.

ويستوعب الحزب الوضع العام للأعمال الديبلوماسية في العصر الجديد، ويلتزم بحزم بالخط الرئيسي المتمثل في خدمة نهضة الأمة وتعزيز تقدم البشرية، ويرفع راية السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك عاليا، ويدفع ويُحسن تخطيط الديبلوماسية الشاملة الاتجاهات والمتعددة المستويات والثلاثية الأبعاد، ويطور الشراكة العالمية بنشاط. ونعمل على التخطيط في العلاقات مع الدول الكبرى، ودفع التنسيق والتعاون بين الدول الكبرى. وعلى ضوء مفهوم "الإخاء والإخلاص والمنفعة المتبادلة والتسامح" ومبادئ ديبلوماسية الجوار المتمثلة في "اتخاذ الجيران أصدقاء وشركاء"، نعمق العلاقات بيننا وبين الدول المجاورة، ونوطد سندنا الإستراتيجي في المناطق المجاورة، لبناء مجموعة مصير مشترك مع الدول المجاورة. ونعزز التعاون والتضامن مع سائر الدول النامية، انطلاقا من وجهة النظر الصحيحة إلى العدالة والمنفعة ومفهوم "الإخلاص والصدق والإخاء والصراحة"، حتى تتحقق التغطية الشاملة لآلية التعاون الكلية. ويحافظ حزبنا على اتصال منتظم مع أكثر من 500 حزب سياسي ومنظمة سياسية في العالم، لتعميق التبادلات والتعاون بين الأحزاب السياسية. وتكيفا مع الوضع الجديد المتمثل في التوسع التدريجي لمدى "التوجه نحو الخارج"، اكتملت منظومة حماية مصالح البلاد ومواطنيها فيما وراء البحار، وساعدت مساعدة قوية على مواجهة سلسلة من المخاطر والتحديات ضد مصالحنا وراء البحار.

وتشارك بلادنا بنشاط في إصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبنائها، وتحافظ على المنظومة الدولية مع نواتها الأمم المتحدة والنظام الدولي الذي أساسه القانون الدولي، وتلتزم بالقواعد الأساسية للعلاقات الدولية ومحورها مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتحمي وتطبق التعددية الحقيقية، وتعارض بحزم الأحادية والحمائية والهيمنة وسياسة القوة، حتى تدفع تنمية العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا ومنفعة عامة وتوازنا وفوزا مشتركا. وتؤدي بلادنا دورا بناء في الحل السياسي للقضايا الدولية والإقليمية الساخنة، وتؤدي دورا إيجابيا في مجالات مثل تغير المناخ وخفض حدة الفقر ومحاربة الإرهاب وتعزيز الأمن السيبراني وحماية الأمن الإقليمي. وتجري بلادنا تعاونا دوليا في مكافحة جائحة كوفيد-19، وقد بدأنا مساعدات إنسانية عالمية عاجلة ذات أكبر حجم منذ تأسيس الصين الجديدة، وقدمنا للدول العديدة وخاصة الدول النامية العون المادي والدعم الطبي والمساعدات والتعاون في مجال اللقاحات، مما أظهر صورة الدولة الكبيرة المسؤولة.

ومن خلال جهود متواصلة، تطورت ديبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية على نحو شامل، وأصبح بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية رايةً جلية ترشد تيار العصر واتجاه التقدم البشري، وعملت الديبلوماسية الصينية على خلق وضع جديد في تغيرات العالم الكبيرة وتحويل التحديات إلى فرص في ظل الوضع الدولي المختل، فارتفعت تأثيرات بلادنا وقدرتها الملهمة وقوة تشكيل صورتها في العالم بشكل واضح.

وبشكل عام، فبعد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، قادت لجنة الحزب المركزية، ونواتها الرفيق شي جين بينغ، كل الحزب والجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد في شحذ الإرادة للتقدم إلى الأمام، وإحراز هدف إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في موعده المحدد، وحققت قضايا الحزب والبلاد منجزات تاريخية وطرأت عليها تغيرات تاريخية، الأمر الذي أظهر حيوية قوية للاشتراكية ذات الخصائص الصينية ووحّد الحزب والجيش والشعب ورفع معنوياتهم إلى حد غير مسبوق، وذلك وفر ضمانا مؤسسيا أكثر تكاملا وأساسا ماديا أكثر متانة وقوة معنوية أكثر نشاطا لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. وبنضالهما الباسل والصلد، أعلن الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني بمهابة أمام العالم أن الأمة الصينية قد استقبلت طفرة عظيمة حيث نهضت من سُباتها ثم أثرت وبدأت تقوى.

 

خامسا، المغزى التاريخي لكفاح الحزب الشيوعي الصيني الممتد لمائة عام

على مدى مائة عام، تمسك الحزب بالسعي لبلوغ الغاية الأصلية وأداء الرسالة دائما، واتحد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقادهم في رسم صورة جميلة وعظيمة في تاريخ التطور البشري، فتحلّت النهضة العظيمة للأمة الصينية بآفاق مشرقة غير مسبوقة.

(1) كفاح الحزب الممتد لمائة عام غيَّر بشكل جذري مستقبل ومصير الشعب الصيني. بعد حلول العصر الحديث، تعرض الشعب الصيني لاضطهاد شديد من الجبال الكبيرة الثلاثة، وأهانت القوى الكبرى الغربية الصين وأطلقت عليها لقب "رجل شرق آسيا المريض". وعلى مدى مائة عام، تخلص الشعب الصيني تماما من مصيره المتمثل في معاناة الظلم والاضطهاد والاستعباد بعد كفاح عظيم وحافل بالأحداث تحت قيادة الحزب، وأصبح سيدا للدولة والمجتمع ولمصير نفسه، وتطورت الديمقراطية الشعبية بلا انقطاع، وحقق أكثر من 1.4 مليار نسمة الرغد الشامل، وتحولت تطلعاته لحياة سعيدة إلى واقعة باستمرار. وأصبح الشعب الصيني اليوم أكثر ثقة بالذات والاعتماد عليها وتقويتها، وعزز طموحه وصلابة عوده وقوته إلى أقصى حد، وتتدفق الطاقة القوية المتراكمة في المسيرة التاريخية بصورة مستفيضة، وتنبثق روح المبادرة والابتكار التي لا مثيل لها في كل المراحل التاريخية، ويسطر الشعب الصيني حاليا بثقة بالغة صفحات التاريخ العظيم لتنمية الصين في العصر الجديد.

(2) كفاح الحزب الممتد لمائة عام شقّ الطريق الصائب لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. بعد حلول العصر الحديث، تعرضت الأمة الصينية التي خلقت حضارة رائعة لأزمة شديدة متمثلة في صعوبة استدامة حضارتها، وبدت أمام العالم بمظهر الكساد والتراجع. وعلى مدى مائة عام، قاد الحزب أبناء الشعب في شق الطريق الصائب بنجاح لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية بعد كفاح دؤوب وتقدم مطرد. وتحولت الصين من التفكك ووضعية "كومة من الرمال"، إلى درجة عالية من الوحدة والتضامن الوطني، ومن الفقر والضعف والتخلف إلى الرغد الشامل، والازدهار والرخاء، ومن قابلية سقوطها بيد الأعداء دون مقاومة والتعرض لشتى ضروب الإهانة والإذلال إلى التحلي بالاستقلال وترسيخ الثقة الذاتية، وقد تمكنت الصين خلال عقود قليلة فقط من إكمال مسيرة التصنيع التي أمضت البلدان المتقدمة عدة قرون لإنجازها، وخلقت معجزتين عظيمتين هما التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي الطويل الأجل. وأمّا اليوم فتبدو الأمة الصينية بمظهر ازدهار مطرد أمام العالم وتقف شامخة في شرق العالم.

(3) كفاح الحزب الممتد لمائة عام أبرز حيويةً عظيمة للماركسية. أظهرت الماركسية إلى حيز الوجود قانون تطور المجتمع البشري باعتبارها الحقيقة العلمية لفهم العالم وتغييره. وفي الوقت نفسه، فإن التمسك بالماركسية وتطويرها من حيث النظرية والممارسات يتطلب من جميع الماركسيين في العالم كله بذل جهود أكثر مشقة وتحديا. وعلى مدى مائة عام، تمسك الحزب باتخاذ الماركسية راية، وواصل دفع صيننة الماركسية وعصرنتها، واستوعب برحابة صدر كل ما يفيد من الإنجازات الحضارية الممتازة التي خلقتها البشرية، ووجّه الممارسات العظيمة باستخدام النظرية العلمية لصيننة الماركسية. وفي الصين، وجدت طبيعة علمية الماركسية وحقيقتها اختبارا كافيا، وعرفت شعبيتها وتطبيقيتها ممارسة تامة، ونالت طبيعة انفتاحها وعصريتها إبرازا بصورة مستفيضة. واكتسبت صيننة الماركسية وعصرنتها نجاحا باستمرار، الأمر الذي جعل الماركسية تظهر أمام العالم بصورة جديدة كل الجدة، وشهدت عملية التطور التاريخي لكل من الأيديولوجيا الاشتراكية والأخرى الرأسمالية والنظامين الاجتماعيين لهما والتنافسات ذات الصلة تحولا مُهِما صالحا للاشتراكية على نطاق العالم.

(4) كفاح الحزب الممتد لمائة عام ترك تأثيره العميق في مسيرة التاريخ العالمي. تعتبر قضايا الحزب والشعب جزءا مُهِما لا يتجزأ من قضية التقدم البشري. وعلى مدى مائة عام، لم يسعَ الحزب وراء تحقيق سعادة الشعب الصيني والنهضة العظيمة للأمة الصينية فحسب، بل إلى تقدم البشرية والتناغم العالمي أيضا، وغيَّر بشكل عميق اتجاه ونمط التطور العالمي عبر الكفاح الهادف لتحسين نفسه بجهود كدودة. ونجح الحزب في قيادة الشعب لسلك طريق تحديث ذي أسلوب صيني، وابتكار شكل جديد من الحضارات البشرية، وتوسيع سبل توجه الدول النامية نحو التحديث، وتوفير خيار جديد كل الجدة لبلدان وأمم العالم التي تأمل في تسريع تنميتها والمحافظة في الوقت نفسه على استقلاليتها الذاتية. ودفع الحزب بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وأسهم بالحكمة الصينية والحلول الصينية والقوة الصينية في حل مشاكل مُهِمة للبشرية وبناء عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك والانفتاح والتسامح، فأصبح الحزب القوة المُهِمة لتعزيز تطور البشرية وتقدمها.

(5) كفاح الحزب الشيوعي الصيني الممتد لمائة عام صقل الحزبَ الذي يسير في مقدمة العصر. كان عدد أعضاء الحزب لا يزيد على أكثر من 50 عضوا عند تأسيسه، لكنه قد صار اليوم أكبر حزب حاكم ذا تأثير بالغ الأهمية في العالم ولديه أكثر من 95 مليون عضو، ويقود دولة كبرى فيها أكثر من 1.4 مليار نسمة. وعلى مدى مائة عام، ظل الحزب يعمل على التمسك بالطبيعة والهدف والمثل العليا والعقيدة السياسية والالتزام بالغاية الأصلية والرسالة، والإقدام على الثورة الذاتية، والتحلي بصمود جبار أمام مختلف المخاطر والاختبارات وبذل التضحيات الجسيمة خلال النضال الحاسم والكفاح الشاق، وبلورة الأخلاق السياسية الواضحة، وتكوين نظام توارث الروح الذي يعتبر روح بناء الحزب العظيمة مصدره، والتمكن من المحافظة على تقدميته ونقائه، وتحسين قدرته على ممارسة الحكم ومستواه في القيادة باستمرار، وإنه حاليا يقود الشعب الصيني في التوجه بلا رجعة نحو تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، فالحزب الشيوعي الصيني جدير بتسميته حزبا عظيما ومجيدا وسديدا.

 

سادسا، التجارب التاريخية لكفاح الحزب الشيوعي الصيني الممتد لمائة عام

خلال المائة عام الماضية، قاد الحزب أبناء الشعب في خوض النضال العظيم، وتحقيق اختراقات خلال التقدم، والنهوض خلال النكسات، والارتقاء بنفسه خلال تلخيص الخبرات الماضية، حتى تراكمت لديه تجارب تاريخية نفيسة.

(1) التمسك بقيادة الحزب. إن الحزب الشيوعي الصيني هو القوة الجوهرية لقيادة قضيتنا. ويعود السبب الأكثر أهمية وراء تمكن الشعب الصيني والأمة الصينية من تغيير مصيرهما في التاريخ بعد العصر الحديث وتحقيق الإنجازات العظيمة القائمة إلى القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني. وقد دلّ كل من التاريخ والواقع على أنه بدون الحزب الشيوعي الصيني، فلا وجود للصين الجديدة، ولن تتحقق النهضة العظيمة للأمة الصينية. ولإتقان إدارة أكبر حزب سياسي وأكثر بلد سكانا في العالم، يجب التمسك بقيادة الحزب الشاملة وخاصة القيادة الممركزة والموحدة للجنة الحزب المركزية، والتمسك بالمركزية الديمقراطية، بغية ضمان أن يظل الحزب مسيطرا على الوضع الكلي ومُنسِّقا بين مختلف الأطراف. وطالما أننا نتمسك بقيادة الحزب الشاملة بثبات لا يتزعزع، ونصون بحزم نواة الحزب وسلطة لجنته المركزية، ونظهر التفوق السياسي الناجم عن قيادة الحزب بصورة تامة، ونجسد قيادة الحزب في شتى المجالات والنواحي والحلقات الخاصة بقضايا الحزب والدولة، فسنتمكن بلا شك من ضمان تقدم كل الحزب والجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد إلى الأمام كرجل واحد.

(2) التمسك بوضع الشعب فوق كل شيء. يكمن أساس وشريان حياة وقوة الحزب في الشعب، فيمثل الشعب أكبر قوة داعمة للحزب في ممارسة الحكم والنهوض بالبلاد. ويعتبر تأييد الشعب أهم مسألة سياسية، والعدالة أكبر قوة. وإن أكبر تفوق سياسي للحزب هو الارتباط الوثيق بالجماهير، كما أن أكبر خطر يواجه الحزب بعد توليه الحكم هو الانفصال عن الجماهير. وليس للحزب مصالح خاصة سوى المصالح الأساسية للغالبية الساحقة من الشعب الصيني، ولا يمثل الحزب بتاتا مصالح لأي مجموعة مصلحية أو أي جماعة نفوذ أو أي فئة امتيازية، وهو الأمر الذي يرجع إليه السبب الأساسي وراء وقوف الحزب على الدوام في موقع منيع لا يقهر. وما دمنا نلتزم دائما بالهدف الأساسي المتمثل في خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، ونتمسك بخط الحزب الجماهيري، ونتذكر دائما أن الدولة هي الشعب والشعب هو الدولة، ونثابر على عمل كل شيء لأجل الشعب وبالاعتماد عليه، ونواظب على ممارسة الحكم لأجل الشعب وبالاعتماد عليه، ونتمسك بتحقيق التنمية لأجل الشعب وبالاعتماد عليه ولتمتعه بثمارها، ونسلك طريقا يؤدي إلى الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب بثبات لا يتزحزح، فسنكون بكل تأكيد قادرين على قيادة الشعب في إحراز انتصارات جديدة أكبر للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ولن تنجح أي محاولة لفصل الحزب الشيوعي الصيني عن الشعب الصيني أو لخلق مواجهة بينهما أبدا.

(3) التمسك بالابتكار النظري. تعتبر الماركسية الأفكار المرشدة الأساسية لنا في بناء الحزب والبلاد والنهوض بالحزب وتقوية البلاد. وليست النظرية الماركسية من المذاهب المرجعية، بل هي دليل مرشد للعمل، ومن اللازم تطويرها مع تطور الممارسات، ولن تترسخ جذورها في الأرض إلا عبر الصيننة، ولن تترسخ في قلوب الناس إلا عبر التأقلُم مع المجتمع المحلي. وقاد الحزب أبناء الشعب في إنجاز مهام شاقة تعجز القوى السياسية الأخرى في الصين عن إنجازها خلال استكشافات متكررة ونكسات عديدة واختراقات متواصلة، ويعزى السبب الأساسي لذلك إلى المثابرة على تحرير العقول والبحث عن الحقيقة من الواقع ومواكبة العصر والتحلي بالواقعية والبراغماتية، والالتزام بالدمج بين المبادئ الأساسية للماركسية والواقع الملموس الصيني والثقافة التقليدية الصينية الممتازة، والتمسك بأن الممارسة هي المعيار الوحيد للحكم على الحقيقة، والمواظبة على فعل كل شيء انطلاقا من الواقع، والإجابة على أسئلة العصر والشعب في حينها، ومواصلة دفع صيننة الماركسية وعصرنتها. وأشار الرفيق شي جين بينغ إلى أن التغييرات الاجتماعية العظيمة في الصين المعاصرة ليست توارثا بسيطا لتاريخ وثقافة بلادنا، أو تقليدا آليا للنموذج الذي تصوره مؤلفو الكلاسيكيات الماركسية، أو نقلا لممارسات اشتراكية البلدان الأخرى، أو نسخا لتنمية تحديثات البلدان الأخرى. وطالما أننا نجرؤ على مواصلة دفع الابتكار في النظريات بناء على الممارسات الجديدة ونبرع في توجيه الممارسات الجديدة مسترشدين بالنظريات الجديدة، فيمكننا جعل حقيقة الماركسية تظهر قوة أكبر وأكثر إقناعا على أرض الصين بالتأكيد.

(4) التمسك بالاستقلال. إن الاستقلال هو جوهر روح الأمة الصينية ومبدأ مُهِم لنا في بناء الحزب والبلاد. وإن سلوك طريقنا الخاص استنتاج تاريخي توصل إليه الحزب من خلال كفاحه الممتد لمائة عام. وظل الحزب يثابر على شق طريقه للتقدم إلى الأمام بصورة مستقلة، ويتمسك بإرساء تنمية الدولة والأمة على قاعدة قوتنا الذاتية، وبأن شؤون الصين لا بد أن يقررها ويديرها الشعب الصيني. وفي تاريخ البشرية، ليس بوسع أية أمة أو دولة أن تعزز قوتها وتحقق نهوضها اعتمادا على القوى الخارجية وتقليد نماذج البلدان الأخرى بشكل أعمى، لأن حاصل ذلك سيؤدي حتما إلى الفشل أو صيرورتها تابعا للآخرين. وما دمنا نتمسك بالاستقلال والاعتماد على النفس، والتعلم والاستفادة بتواضع من الخبرات الأجنبية المفيدة وترسيخ احترام الذات الوطنية والثقة الذاتية الوطنية في آن واحد دون التأثر بالتشويش الشرير والخوف من الضغوط الخارجية، فسنكون قادرين على إمساك مصير تنمية الصين وتقدمها في أيدينا بقوة دائما.

(5) التمسك بسلك طريق الصين. إن الطريق يقرره الاتجاه والمصير يقرره الطريق. وبفضل مواظبته دائما على الانطلاق من ظروف بلادنا الخاصة في كفاحه الممتد لمائة عام، استكشف الحزب وشق طريقا سديدا متناسبا مع واقع الصين. وإن طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو طريق واسع لخلق حياة سعيدة للشعب وتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. وإن الوقوف على أرض الصين ووراثة الحضارة الصينية وسلك الطريق السديد المتناسب مع الأحوال الواقعية الصينية، توفر للحزب والشعب مسرحا واسعا لا مثيل له وخلفية تاريخية عميقة لا نظير لها وقوة إرادة جبارة لا تُضاهى للتقدم إلى الأمام. وطالما أننا لا نسير في الطريق القديم المتسم بالانغلاق والتحجر الفكري ولا طريق الضلال المتمثل في تغيير الراية، بل نسلك طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بثبات لا يتزعزع، فسنتمكن بكل تأكيد من بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة.

(6) التمسك بوضع العالم ككل في اعتبارنا. عندما تطبق حقيقة باعتبارها صالحة لكل مكان، يبدو العالم كله كمجموعة واحدة. وظل الحزب يهتم بمستقبل البشرية ومصيرها برؤية عالمية، ويفهم العلاقة مع العالم الخارجي ويتعامل معها بطريقة صحيحة انطلاقا من التيار الشامل لتنمية البشرية والنمط العام للتغيرات العالمية والتاريخ الطويل لتطور الصين، ويثابر على الانفتاح لا الانغلاق، ويتمسك بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك ويرفض لعبة المحصلة الصفرية، ويعمل بلا تحيز ويدعم العدالة، ويقف إلى جانب اختيار التاريخ وتقدم البشرية. وما دمنا نتمسك بطريق التنمية السلمية، ونعمل على تطوير أنفسنا من خلال حماية السلام العالمي وتعزيزه عبر استغلال تنميتنا الذاتية، ونتقدم مع كل القوى المتطورة في العالم يدا بيد، ولا نعتمد على الآخرين أو نسلبهم، ولن نسعى أبدا للهيمنة، فسنتمكن بكل تأكيد من الإسهام المستمر بحكمتنا وقوتنا في تقدم الحضارات البشرية، وندفع مع شعوب سائر بلدان العالم لتتقدم عجلة التاريخ نحو المستقبل المشرق.

(7) التمسك بشق طريق للابتكار. إن الابتكار هو قوة محركة لا تنضب لتطور وتقدم أي بلد أو أمة. وتواجه القضايا الأعظم دائما العديد من المصاعب والعقبات، ولا يمكن إنجازها إلا ببذل جهود أكبر لخوض الكفاح الشاق وشق طريق للابتكار. وقاد الحزب الشعب في شق هذا الطريق عبر الأدغال والأشواك والقيام بالاستكشافات الشاملة والمضي قُدُما بحزم وعزم وأقصى الجهود، ودفع الابتكار في النظريات والممارسات والنظم والثقافات وغيرها من المجالات، حيث شق بشجاعة طريقا لم يشقه الأسلاف ليكون رائدا في العالم، فلم تستطع أية مصاعب وعقبات الحيلولة دون تقدم الحزب والشعب إلى الأمام. وطالما أننا نواكب تيار العصر، ونستجيب لمطالب الشعب، ونجرؤ على دفع عملية الإصلاح، ونعمل على معرفة التغيرات بدقة والتكيف معها بشكل علمي والمبادرة إلى طلبها، ولا نكون فريسة للتفكير المتحجر ولا نتوقف في مكاننا أبدا، فمن المؤكد أن نخلق مزيدا من المعجزات التي تبهر عيون العالم.

(8) التمسك بالجرأة على النضال. تشكل الجرأة على النضال والانتصار قوة معنوية جبارة لا تقهر للحزب والشعب. ولم تهبط المنجزات التي حققها الحزب والشعب من السماء، ولا وهبها الآخرون لنا، بل هي نتيجة لنضالات متواصلة. وتأسس الحزب في ظل الاضطرابات الداخلية والعدوان الخارجي، ونما خلال مجابهة الكثير من المتاعب والمحن، وتقوى تماشيا مع التغلب على المشقات والصعوبات. ومن أجل كل من الشعب والبلاد والأمة والمثل العليا والعقيدة السياسية، ظل الحزب لا يخشى ولا يتراجع أبدا، ويكافح بعزيمة لا تلين دون الخوف من التضحية، بغض النظر عن مدى قوة العدو وشدة المصاعب والمخاطر على الطريق وخطورة التحديات. وما دمنا نستوعب الخصائص التاريخية للنضال العظيم الجديد، ونغتنم الفرص التاريخية ونستفيد منها، ونأخذ زمام المبادرة لكسب المعركة، ونطور روح النضال ونعزز كفاءته، ونحشد إرادة وقوة جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب في عموم البلاد، فمن الحتمي أن نتغلب على جميع المخاطر والتحديات الممكن توقعها والصعب توقعها.

(9) التمسك بالجبهة المتحدة. إن التضامن قوة، فإقامة أوسع جبهة متحدة هي سلاح سحري للحزب لقهر العدو وتحقيق النصر وممارسة الحكم والنهوض بالبلاد. وظل الحزب يتمسك بالتضامن والتحالف الشاملين، ويتحد مع كافة القوى التي يمكن الاتحاد معها ويعبّئ كل العوامل الإيجابية التي يمكن تعبئتها، ويعزز تناغم العلاقات بين مختلف الأحزاب السياسية والقوميات والأديان والفئات الاجتماعية وكذلك بين المواطنين داخل البلاد وخارجها، بغية حشد قوى الكفاح المشترك إلى أقصى حد. وطالما أننا نعمل باستمرار على تطويد وتطوير التضامن الشامل بين كافة القوميات وأبناء الشعب في كل البلاد وجميع أبناء الأمة الصينية، ونرسخ الوعي بأن الأمة الصينية هي مجموعة مصير مشترك، حتى تشكيل وضع حيوي يفكر فيه كل أبناء الأمة الصينية داخل وخارج البلاد بعقل واحد ويعملون بجهود مشتركة، فسنحشد قوى جبارة لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية بكل تأكيد.

(10) التمسك بالثورة الذاتية. يعتبر الإقدام على الثورة الذاتية علامة بارزة تميز الحزب الشيوعي الصيني عن الأحزاب السياسية الأخرى. وإن روح الثورة الذاتية هي دعم قوي لحفاظ الحزب على عنفوانه وحيويته دائما. والأحزاب الماركسية المتقدمة لم تتكون بشكل تقليدي وإنما تشكلت من خلال الثورة الذاتية المستمرة. ويظهر الحزب حيوية ونشاطا أكبر بعد مضي مائة عام مفعمة بالتقلبات، ويعزى سبب ذلك إلى تمسكه الدائم بالحقيقة ومثابرته على تصحيح الأخطاء. وإن عظمة الحزب لا تتجسد في عدم ارتكاب الأخطاء، بل في عدم إخفاء دائه خوفا من العلاج وإجراء النقد والنقد الذاتي بنشاط والجرأة على مواجهة المشاكل مباشرة وممارسة الثورة الذاتية. وما دمنا نعمل بلا انقطاع على إزالة كل العوامل التي تضر بتقدمية الحزب ونقائه وإبادة كل الفيروسات التي تُصيب جسمه السليم، فسنضمن بدون شك ألا يتغير الحزب من حيث طبيعته وأسلوب عمله وغايته الأصلية، وأن يظل الحزب نواة قيادية قوية في المسيرة التاريخية للتمسك بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطويرها في العصر الجديد.

وإن الجوانب العشرة المذكورة آنفا تمثل الخبرات والتجارب القيمة المتراكمة من خلال الممارسات الطويلة الأمد، والثروات الروحية التي خلقها الحزب والشعب بشكل مشترك، فلا بد لنا من الاعتزاز التام بها والتمسك الدائم بها، بل يجب علينا إثراؤها وتطويرها بلا انقطاع في ممارسات العصر الجديد.

 

سابعا، الحزب الشيوعي الصيني في العصر الجديد

بفضل عدم نسيان الغاية الأصلية، يمكن العمل من بداية حسنة لبلوغ نهاية جيدة. إن الحزب الشيوعي الصيني عازم على تحقيق قضايا القرون المقبلة للأمة الصينية، فمائة عام لا تمثل إلا ريعان شبابه. وعلى مدى المائة عام المنصرمة، قدم الحزب الشيوعي الصيني للشعب والتاريخ ورقة إجابات ممتازة. وأما الآن، فإن الحزب يتحد مع الشعب الصيني ويقوده في السير على طريق خوض الامتحان الجديد بشأن تحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وإن العصر هو الذي طرح الأسئلة، ونحن مَن أجاب عليها، والشعب هو الذي قيَّم الإجابات. لذا، لا بد لنا من مواصلة الحصول على نتائج ممتازة حتى نشهد مظاهر جديدة وإسهامات جديدة في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد.

ووضع المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب ترتيبا إستراتيجيا لتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية على مرحلتين. من عام 2020 إلى عام 2035، تحقيق التحديث الاشتراكي من حيث الأساس؛ ومن عام 2035 إلى منتصف القرن الحادي والعشرين، إنجاز بناء الصين لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية. وعندئذ، سيتحقق ارتقاء شامل بالحضارات المادية والسياسية والروحية والاجتماعية والإيكولوجية لبلادنا، ويُنجز تحديث نظام حكم الدولة والقدرة على حكمها، وتصبح بلادنا من الدول الرائدة من حيث القوة الوطنية الشاملة والتأثير الدولي، ويتحقق بشكل أساسي الرخاء المشترك لأبناء الشعب جميعا، ويتمتع شعبنا بحياة أكثر سعادة وصحة وسلامة، حيث ستقف الأمة الصينية شامخة وسط أمم العالم بأعلى معنويات.

واليوم، أصبحنا أكثرَ اقترابا من تحقيق هدف النهضة العظيمة للأمة الصينية، وأكثرَ ثقةً وقدرةً على ذلك من أية فترة في التاريخ. وفي الوقت نفسه، يتعين على جميع أعضاء الحزب الإدراك الجلي أن النهضة العظيمة للأمة الصينية لا يمكن تحقيقها بيسر وسهولة وبمجرد قرع الصنوج والطبول، وما زالت على طريق تقدمنا مختلف المخاطر والتحديات التي يمكن توقع بعضها ويتعذر توقُع الآخر منها. ويلزم الإدراك الجلي أن بلادنا ما زالت بل ستظل لمدة طويلة في المرحلة الأولية من الاشتراكية، وما زالت بلادنا أكبر بلد نامٍ بالعالم، والتناقض الرئيسي بمجتمع بلادنا هو تناقض بين حاجة الشعب المتزايدة إلى حياة سعيدة والتنمية غير المتوازنة ولا الكافية. ويجب على كل الحزب أن يتذكر جيدا ما هو الحزب الشيوعي الصيني وما هي رسالته ويعتبر ذلك مسألة جوهرية، كما يتعين على الحزب فهم الاتجاه العام لتطور التاريخ، والتمسك بالمثل العليا والعقيدة السياسية، وتذكر الغاية الأصلية والرسالة دوما، والحفاظ إلى الأبد على التواضع واليقظة وتجنب الغرور والطيش، وخوض النضال الشاق، وإذكاء القوة للتقدم إلى الأمام من خلال الانتصارات العظيمة، وتعلم دروس تاريخية من المنعطفات والنكسات، دون الخوف من أية مخاطر أو التأثر بأية تشويشات، وعدم ارتكاب أخطاء هدامة بتاتا فيما يتعلق بالمسائل الجوهرية، وتحقيق الأهداف المنشودة بجد وإصرار وبجهود دؤوبة، والمضي قُدُما في النهضة العظيمة للأمة الصينية بوعي أن الشوط الأخير من الرحلة هو الأصعب.

ولا بد للحزب كله من التمسك بالماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية، وتطبيق أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل، ومراقبة مستجدات العصر ومواكبتها وتوجيهها باستخدام مواقف ووجهات نظر وأساليب الماركسية، ومواصلة تعميق الإدراك لقانون ممارسة السلطة للحزب الشيوعي وقانون البناء الاشتراكي وقانون تطور المجتمع البشري. ولا بد لنا من المثابرة على نظريات الحزب الأساسية وخطه الأساسي وبرنامجه الشامل الأساسي، وتعزيز "الوعي بأربعة أمور"، وترسيخ "الثقة الذاتية في أربعة جوانب"، والتمسك بـ"صون أمرين"، والتمسك بالفكر المنهجي، ودفع "الترتيبات الشاملة للتكامل الخماسي" بشكل موحد، ودفع التخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة" بطريقة منسقة، والانطلاق من المرحلة التنموية الجديدة، وتطبيق الفكر التنموي الجديد، وإنشاء نمط تنموي جديد ودفع التنمية العالية الجودة، وتعميق الإصلاح على نحو شامل، وتعزيز الرخاء المشترك للجميع، والمضي قُدُما صوب تشجيع الاعتماد على الذات وتقويتها في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتطوير الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة، وضمان كون الشعب سيدا للدولة، والمثابرة على حكم الدولة وفقا للقانون على نحو شامل، ونظام القيم الجوهرية الاشتراكية، ومتابعة ضمان وتحسين معيشة الشعب في عملية التنمية، والتمسك بالتعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة، والتخطيط الشامل لقضيتي التنمية والأمن، وتسريع عصرنة الدفاع الوطني والجيش، والدفع المتزامن لتحقيق رخاء أبناء الشعب وتقوية الدولة وازدهارها وجعل الصين جميلة.

ويتعين على كل الحزب الحفاظ دائما على الارتباط بجماهير الشعب ارتباط الدم باللحم، والوقوف الدائم إلى جانب الشعب، والتمسك بمكانة الشعب كقوام، واحترام روح المبادرة لدى الشعب، وتطبيق فلسفة تنموية تتمحور حول الشعب، وحماية الإنصاف والعدالة الاجتماعيين، وتركيز القوة على تسوية مشاكل عدم توازن التنمية وغياب كفايتها، والمشاكل المستعجلة والمستعصية التي تشكو جماهير الشعب منها وتترقب حلها بسرعة، ومواصلة تحقيق المصالح الجوهرية للأغلبية الساحقة من أبناء الشعب وحمايتها وتنميتها، والاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم لخوض الكفاح الدؤوب من أجل تحقيق حياة سعيدة.

ولا بد للحزب كله من التذكر الجيد أن أنه من شأن المصيبة أن تساعد الإنسان على البقاء، ومن شأن المتعة أن تؤدي بالإنسان إلى الموت، والمثابرة على تفكير عميق وبُعد نظر، والاستعداد الدائم في أيام السلام لمواجهة أي طارئ، ومواصلة دفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد إلى الأمام، والتمسك بإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل، ودفع بناء أسلوب الحزب والحكومة النزيهة ومكافحة الفساد إلى الأمام بثبات لا يتزعزع، والاستجابة بشجاعة للاختبارات التي تواجه حزبنا أثناء ممارسة السلطة لمدة طويلة والإصلاح والانفتاح وتنمية اقتصاد السوق والتكيُّف مع الظروف الخارجية، والتصميم على تذليل مخاطر تتمثل في التراخي النفسي وضعف القدرة والانفصال عن الجماهير والتواني والفساد. ولا بد من الحفاظ على الروح البطولية المتمثلة في مواصلة التقدم إلى الأمام مع ازدياد المصاعب والمخاطر، والإقدام على النضال والبراعة فيه، والتغلب على أي تحديات وتجسير أي فجوات تواجهنا، تحديا لكل الصعوبات والضغوط، لدفع سفينة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تتقدم باطراد متحديةً الرياح والأمواج.

وتحتاج تنمية قضايا الحزب والشعب إلى كفاح متواصل جيلا بعد آخر من الشيوعيين الصينيين، فيجب علينا إجادة العمل على إعداد الخلف لقضيتنا كخطة حيوية. ويتعين علينا المثابرة على توعية الناس بأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، وحشدهم بالمثُل العليا والعقيدة السياسية للحزب، وتنشئتهم بمفهوم القيم الجوهرية الاشتراكية، وتشجيعهم بالرسالة التاريخية لتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، وتأهيل وإعداد عدد كبير من الورَثة القادرين على الاضطلاع بمهام العصر. ويلزمنا مواصلة تأهيل واختيار الكوادر العالية المزايا والمتخصصة التي تجمع بين الأخلاق والكفاءة وتكون مخلصة ونزيهة وجريئة على تحمل المسؤولية وخاصة الكوادر الشابة الممتازة، وتوعية وإرشاد الجموع الغفيرة من أعضاء الحزب والكوادر لتحويل أنفسهم بوعي إلى أصحاب إيمان راسخ بأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد ومطبقين لها بإخلاص، ودوام تذكر حقيقة مفادها أن "الكلام الفارغ لا ينفع الدولة والعمل الفعلي يجعل البلاد مزدهرة"، وترسيخ مشاعر حب الوطن المتمثلة في عدم تخييب أمل الشعب والسعي وراء القيم النبيلة وتعزيز الكفاءة الفائقة في تحمل المسؤولية. ولا بد من ضمّ العناصر المتقدمة في مختلف الجهات وخاصة الشباب الممتازين إلى الحزب باستمرار، وتوعية وإرشاد أعضاء الحزب الشباب لاتخاذ راية الحزب راية لهم، واتخاذ اتجاه الحزب اتجاها لهم، واتخاذ إرادة الحزب إرادة لهم، ومواصلة توارث الجينات الحمراء وتعزيز التقاليد المجيدة للحزب، ومواجهة العواصف ورؤية العالم وتقوية العضلات والعظام ورفع الكفاءات خلال الكفاح. ومن الضروري تأهيل وإعداد أكفاء ممتازين مستعدين للإسهام من أجل الوطن ومتحلين بالشجاعة في الابتكار بدون انقطاع، والحرص عليهم بصدق وتنشئتهم بعناية واستخدامهم بدقة، بغية حشد الأكفاء الممتازين من كل النواحي لرفد الكفاح العظيم للحزب والشعب.

ودعت لجنة الحزب المركزية كل الحزب والجيش وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد إلى الالتفاف بصورة أوثق حول لجنة الحزب المركزية ونواتها الرفيق شي جين بينغ، وتطبيق أفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد على نحو شامل، وتعزيز روح تأسيس الحزب العظيمة بقوة، وعدم نسيان المشقات والمنجزات الماضية، والبقاء جديرين بحمل رسالة العصر على الأعتاق، دون تخييب الأمل في تحقيق حلم الغد العظيم، واستخلاص الدروس من التاريخ بغية خلق مستقبل أفضل، والانكباب على العمل والتقدم إلى الأمام بشجاعة وعزيمة، وبذل جهود دؤوبة لتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية وتحقيق حلم الصين بالنهضة العظيمة للأمة الصينية. وتحدونا ثقة تامة في أن الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني اللذين حققا انتصارا عظيما ونالا شرفا مجيدا في المائة عام المنصرمة سيحققان انتصارا أعظم وينالان شرفا أكبر بكل تأكيد في مسيرة جديدة خلال العصر الجديد!